للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مناقضة البدع للصراط المستقيم]

الإسلام: معناه الالتزام بأوامر الله عز وجل، وألا تسكن متحركاً ولا تحرك ساكناً إلا إذا كان مأذوناً لك فيه.

ولله در سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث، وشيخ الفقهاء، وسيد الزهاد والورعين في عصره كان رحمه الله يقول: (إن استطعت أن لا تحك رأسك إلا بأثر فافعل).

إن أحببت أن تحك رأسك فحبذا لو كان معك دليل الحك، يا ليتك تحك جسمك بدليل.

والآن تجد من يعقد الصفقة بدون دليل، ويضع ماله في البنك بدون دليل، ويرتكب الموبقات بدون دليل، فإذا وقعت الواقعة قال: يا أيها المفتي! النجدة! شخص أتى يقول لي: اشتغلت في المكان الفلاني، وحصّلت أموال اختلاسات -ثلاثين أو أربعين ألف جنيه- بدأت أشتغل، كنت أعمل سبع عشرة ساعة في اليوم، جمعت هذا المال إلى أن أصبح كالهرم، اشتريت بيتاً، واشتريت أرضاً، وأكلت أنا وأولادي إلخ، وفي يومٍ من الأيام اشتكى بعلةٍ، فذهب إلى الطبيب، فإذا هو مريض بداء عضال فلما رأى خاتمته اقتربت، هرع إلى العلماء الذين اتخذهم وراءه ظهرياً طيلة عمره، يقول: أنا اقتربت من الموت، انظر لي حلاً! تقول له: ليس عندي حل، فيقول لك: (أبوس رجليك! شف لي حلاً!) لن أخرج من هنا حتى تأتيني بحل.

- أنت يا أخي ستتعبني معك.

- لماذا؟ - أأنا آخذ نارها وأنت تأخذ حلاوتها؟! لا، هو يريد حلاً الآن الآن! تقول له: اخرج من البيت.

يقول لك: هل أقعد على الرصيف؟! حسناً: اترك الأملاك وتب.

يقول لك: ماذا أفعل؟! أنا تورطت وكتبت هذه الأملاك بأسماء أولادي في الشهر العقاري، وسجلت البيت، ولو قلت لأولادي: تعالوا نرجع في البيع الآن، فلن يوافقوني ماذا أعمل؟! انظر أين السبب فهاهو سفيان الثوري رحمه الله يقول لك شيئاً ما قد تضحك منه: (إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل).

يا أخي: أنت حين تكون تاجراً كبيراً، فإنك تتخذ لك مستشاراً قانونياً براتب شهري تستشيره، وتتخذ محامياً من أجل أن يسلك لك السكك شخص رفع لك قضية وشخص زور لك البضاعة وكل هؤلاء تدفع لهم مالاً، وحين يقسو قلبك، فإنك لم تفكر أن تستشير عالماً مجاناً: ترفع سماعة التلفون، تقول: أنا والله قسا قلبي وضاقت مذاهبي، فماذا أفعل؟ لا يخطر على باله أن يفعلها، مع أن سؤال العالم مجان! من تمام الصراط المستقيم: ألا تبتدع، أصحاب البدع ناكبون عن الصراط المستقيم؛ لأن الطريق إلى الله واحد، وهو خلف النبي عليه الصلاة والسلام: (خير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم).