من أعظم أسباب النصر: أن نرجع عبيداً لله تبارك وتعالى، فلما تركنا هذا السبب، حرمنا ثمرة التمكين، مثالاً على ذلك بعض الجماعات في أنحاء العالم مر عليها خمسون سنة، وأخرى ستون سنة وأخرى مائة سنة تسعى حثيثاً أن تقيم دولة في أي مكان في الأرض، أو أن يكون لها كيان في أي مكان في الأرض، ومع ذلك عجزوا جميعاً.
النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه صنعوا دولة بإذن الله في عشر سنوات، هي مدة مكث النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة، لماذا استطاعوا فعل ذلك بهذه السرعة؟ لأنهم فعلوا ما يجب عليهم من تعبيد أنفسهم لله تبارك وتعالى، فلما نظر الله تبارك وتعالى إليهم ووجدهم أهلاً لذلك مكن لهم.
فنحن إذا أردنا التمكين فلا نهتم بشيء إلا أن نكون عبيداً لله، افعل ما يمكنك فعله، أنت بإمكانك أن تعبِّد امرأتك تعبِّد أولادك تعبِّد نفسك لله، هذا بإمكانك، لكن ليس بإمكانك أن تخضعني لأنني قد أغلبك، لأنني صعب المرام، لكن امرأتك لك عليها ولاية أولادك لك عليهم ولاية، كيف تركتهم هملاً، ثم تريد أن تقيم الدين علي أنا، لو أن كل إنسان انشغل بتعبيد أولاده وأهله لله تعالى؛ ففي بضع سنوات يمكِّن الله تبارك وتعالى للمسلمين، مثلما مكن لأسلافهم.
نسأل الله تبارك أن يعبدنا وأولادنا وذوينا له، تبارك وتعالى إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته