[عمل المرأة من أعظم المحن التي يبتلى بها الأبناء]
إن المرأة عندما يكون معها شهادة أهلها يقولون: نحن لماذا حصلت على هذه الشهادات؟ لكي تقعد في البيت؟ لا.
يقولون: يا أخي! الأعمار بيد الله، وافترض إن مت فمن أين تأكل هي؟ سبحان الله! لماذا أدخلته بين الأموات، لو أن كل رجل زوج ابنته لرجل هل سيبقى مخلداً؟ معروف أن الكل سيذهب، لكن هو يتخذ هذه ذريعة حتى أن المرأة تعمل.
وإن سفر الأب إلى الخارج من أعظم المحن التي يبتلى بها الأبناء، وكذلك عمل المرأة من أعظم المحن التي يبتلى بها الأبناء، فالمرأة تذهب إلى العمل وتترك الولد في حضانة، والحضانة هذه لا تعطيه الدفء، ولا تعطيه حب الأم، مع أن الحضانة مكلفة.
فلا بد من وجود الأم في بيتها لتربي أولادها تربية صالحة وتساهم في إعداد جيل التمكين، والوالد يجب عليه أن يقدم عذره لله عز وجل، إذا كان قد فرط هو بسبب تفريط أبيه -هذه فرضية- فلا يفرط في ولده، فيجب على الأب تربية أولاده.
إن محن الأبناء ما بين الأب والأم تتلخص في سفر الوالد، أو كثرة عمله وانشغاله عن ولده، وفي عمل المرأة وتركها لمنزلها، ونحن نقول: أدخلوا النساء البيوت مرة أخرى وأعطوهن الراتب وهن في البيوت، أو أعطوهن نصف الراتب، وخذوا النصف الآخر وأعطوه للشباب ليقوموا مقامهن.
إن الرجل هو المسئول عن الإنفاق على البيت، فكيف توفر الفرصة لامرأة وتأخذ وظيفة رجل، إذاً: الرجل يعمل ماذا؟ ويصرف من أين؟ هو الذي في يده القوامة، وشطر القوامة أن ينفق على المرأة، والمرأة ليس عليها ذلك.
وإذا كان العمل موفراً للمرأة ويحرم منه الرجل، فما هي النتيجة؟ تجد الرجل يدور، يريد أن ينفق فيبدأ بالانحراف فينضم لأي عصابة من العصابات، فهذا كله فيه فساد في المجتمع، لكن واقع المرأة يظهر أنها لا تؤدي ربع ما يؤديه الرجل، ما هو الشيء عند المرأة وليس عند الرجل، ما هو العمل المميز؟ حتى في مهنة الطباخة الرجال هم المتفوقون فيها، هل قد رأيت امرأة تطبخ في فندق، الذي يطبخ هو الرجل، وهو متفوق على المرأة، وما هو الشيء الذي عند المرأة ولا يحسنه الرجل؟ المرأة تحسن شيئاً واحداً لا يحسنه الرجل هو تربية الولد وتعظيم الوالد عند الولد، فالأب طوال النهار في العمل والولد يخاف من والده بسبب الأم المخلصة التي تعظم الوالد، سأقول لأبيك، سيضربك أبوك.
أم مخلصة أمينة، كل يوم تنمي في نفسية الولد تعظيم الوالد ومحبته، لكن عندما تكون المرأة في العمل ولاؤها يقل لزوجها، لأنها تقضي مع زميلات العمل أكثر مما تقضي مع زوجها في البيت تقريباً ثمان ساعات وهي تقضي مع زوجها ربع هذه المدة، والرجل طوال النهار في العمل، وعندما يرجع يكون مرهقاً، ومتعباً، يريد أن يأكل وينام، فتقول له: هل هذه لوكندة؟ على الأقل قل كلمتين جميلتين.
لا تحسبوا أني أخترع هذه الأشياء، هذه مشاكل تأتيني مكتوبة، ومصائب كبيرة.
فما هو دور وعمل المرأة بعدما ضيعت رأس المال الحقيقي الذي هو الولد؟ فإذا كبر الولد يأتي الوالد ويشتكي ويقول: إن ولدي لا يزورني ولا يأتيني ويعقني، وأكبر مشكلة تعترض الرجل أن النتائج مؤجلة، فعندما يفقد قدرته على الحياة ويحتاج إلى أولاده يبدأ يرى العقوق.
فأي مهمة يريدها الإنسان هي مثل البرج، لا يمكن أن يصل إلى أعلاه إلا إذا أتى من أسفل، لكل شيء أساس، فإذا أحسن التربية فلن يجد العقوق، وهكذا بنيان أي أمة في الدنيا، فمن كان عمره ستين سنة فإن ربع حياته قد ذهبت في الطفولة، ولكن لماذا طالت طفولة الإنسان؟ لأن الحمل الموضوع على كتفه جسيم وكبير، ونحن نحتاج إلى أساس قوي؛ لكي يتحمل كل هذا الضغط.
إذاً: الطفولة التي ضيعناها بسبب فساد البيت لا ينبني عليها أبداً بناء، وبداية مرحلة التأسيس: اختيار الرجل واختيار المرأة، فهي الأساس في صلاح الولد.
وإذا أتينا لعمل دراسة سهلة عن راتب المرأة العاملة، فإن متوسط راتب أغلب النساء العاملات مائة وخمسين (جنيه) أو مائتين (جنيه) ولنقل أنها ستصرف نصف مرتبها والنصف الباقي تدخره، إذاً: الباقي سيكون خمسة وسبعين (جنيه)، أي: لا يصل في السنة إلى ألف (جنيه).
انظر إلى الألف جنيه هذه في مقابلها اثنا عشر شهراً خسارة محققة، قد يكون في حياة المرأة رجل آخر، هي عفيفة وتغض طرفها، لكن قلبها قد يبتلي ويتعلق بشخص آخر غير زوجها، ويكفي أنها قد رأت رجالاً غير زوجها.