إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فقصة البقرة قصة ذات شأن، وسورة البقرة هي أطول سور القرآن وأكثرها أحكاماً، ومع ذلك جعل عنوانها البقرة، إشارة إلى القصة المذكورة فيها، والعناوين أنساب المضامين، كما أن العناوين أنساب الكتب، وكما أن النسب معتبر عند بني آدم، فكذلك العنوان معتبر في المضمون، أن عنونة هذه السورة الطويلة بالبقرة إشارة إلى ضرورة النظر في القصة، وهي كما ذكرت قصة ذات شأن وكلنا يعلمها، لكن أريد أن نقف على بعض جوانبها، لنفهم حقيقة الصراع الدائر بين المسلمين والكافرين.