نحن مستضعفون في الأرض، حتى إن أذل الخلق استطالوا علينا، يذلوننا ويمضون ما يريدون وهم خمسة عشر مليون يهودي في الأرض كلها، ونحن ألف مليون مسلم، لو بصق الواحد منا بصقة واحدة لأغرقناهم، فكيف استطالوا علينا؟! لقد ضعفت قلوبنا، ولا أقول: قويت قلوبهم؛ فهم أجبن من أن تقوى قلوبهم، لكنهم متمسكون بباطلهم، فهذا النتن الذي تولى الوزارة في إسرائيل، لما أراد أن يخطب خطبة الافتتاح في البرلمان لبس القبعة السوداء، والقبعة السوداء عندهم هي والتوراة شيء واحد، لأن لبس القبعة السوداء تعني أنه رجل متدين، لا يخرج عن حكم التوراة هكذا يعظمون التوراة.
أما نحن فقد ظهر عندنا من يقول: إن القرآن فيه أخطاء نحوية! وينشر هذا الكلام في الصحف -في صحيفة الأخبار-! وهو مستشار ومازال يحكم بين الناس، وكان ينبغي أن يقتل، يقول: إن القرآن فيه أخطاء نحوية، كقوله تعالى:{إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}[طه:٦٣] الجاهل الغبي يقول: (هذان) مرفوعة، و (إن) تنصب الاسم، وجهل هذا الغبي أن (إنْ) هنا ليست (أنَّ) ولا (إنَّ)، فلا عمل لها حتى تنصب الاسم، إن الأطفال الصغار الذين يتعلمون (إنَّ وأخواتها) يعلمون هذه الحقيقة، ثم يطفح بهذا الجاهل على صفحات الصحف ولا زال يُذكر إلى الساعة!! هذه أمة لا تقوم لها قائمة وكتاب الله عز وجل لا يعظم فيها.
وهناك رجل آخر ألف كتاباً ونشرته هيئة رسمية، وهي الهيئة العامة المصرية للكتاب، واسم هذا الكتاب:(آية جيم) وقد نشر وطبع طبعة أولى وثانية على رغم أنف الأزهر، يفتتحه مؤلفه بالشرك فيقول: باسم الشعب والسلطان الغشوم، وبعد ذلك يقول: إن القرآن غبن الجيم حقها، ولم يعطِ الجيم قدرها، وصاحبنا هو الذي أعطى الجيم قدرها! فألف هذا الكتاب وعمل فيه فقرات على وزان فقرات القرآن الكريم! ويريدون النصر على إسرائيل! لا والله، سنة الله لا تتخلف، والله لا يحابي أحداً من عباده، فإذا عظمنا الكتاب والسنة، وعظمنا الله عز وجل؛ رفعنا الله بغير كسب منا، إن الله عز وجل هزم الأحزاب وحده بغير كسب من المسلمين، وأرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يروها وهزمهم.
فإذا رجعنا عبيداً لله عز وجل مكن لنا في الأرض ولو كنا أضعف الناس، مكن لنا بغير قذيفة واحدة نطلقها، لذلك كانت الدروس عن الاستضعاف وكيفية الخروج من الاستضعاف في غاية الأهمية للغرباء، نحذو حذو هؤلاء الغرباء وهم في طريقهم إلى الله عز وجل.
اللهم قو ضعفنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير.