للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاختلاف في إسلام هرقل]

هل هرقل مسلم أم كافر؟ نحن لا نعلم هل كل كلامه عن الرسول صلى الله عليه وسلم كلام مصدق، وهو يقول: لو كنت عنده لغسلت عن قدمه، واستدعائه البطارقة والعلماء والأساقفة وقوله لهم: ألا تريدون أن يثبت الله ملككم فتؤمنوا بهذا النبي؟ يعني كل كلام هرقل يدل على أنه مؤمن، لكن لما رأى نفرتهم، ويئس من أن يؤمنوا قال: ردوهم علي، وقال: إنما قلت مقالتي لأختبر شدتكم على دينكم، فقد رأيت أنكم أشداء على دينكم، فرضوا عنه وسجدوا له، فكان ذلك آخر أمر هرقل.

ووردت بعض الروايات الضعيفة والتي جاء فيها أن هرقل كان كافراً، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كفره، والتي تخالف قول ابن عباس أو قول الراوي: (فكان ذلك آخر أمر هرقل) فنقول: إن كان الرجل آمن وأراد الاحتفاظ بملكه فله -يعني أمره إلى الله عز وجل- ولا نقطع فيه بكفر ولا إيمان إلا بدليل واضح؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات).

الرسول عليه الصلاة والسلام لما أرسل الكتب إلى الآفاق، عامل كل ملك أرسل إليه الكتاب بجنس احترامه أو إهانته لكتاب النبي عليه الصلاة والسلام.

فهرقل لما عظم كلام الرسول عليه الصلاة والسلام، وعظم الخطاب حفظ الله له ملكه، وكسرى لما مزق الخطاب دعا عليه النبي عليه الصلاة والسلام فمزق الله ملكه وقتله ابنه.