في سنة (١٩٨١م) كان هناك رجل عنده قرحة شديدة في المعدة، وكان يهيئ نفسه لعملية جراحية لقص جزء من المعدة؛ لأن الأكل كان عبارة عن شيء من العذاب بالنسبة له، فلما دخل وكان معه بعض أكياس للحموضة لا يستطيع أن يأكل إلا بها، وقد أخذوا ماله وأخرجوه، فلما كان الكيس الأخير لا أنسى منظره أبداً وهو يمر على إخوانه ويسألهم أن يدعوا الله له في السجود أن يرفق به في الأكلة القادمة؛ لأنه إذا أكل كأن ناراً تشتعل في معدته.
فطعام السجن وخبزه كلها حموضة: فول! وعدس! وجاءت الوجبة التي يخاف منها، فأكل نزراً يسيراً وقام جائعاً، ولم يشعر بتعب، وفي العشاء أكل لكنه كان جائعاً؛ فأكل وزاد في أكله، وظل ساهراً ينتظر الألم لعله يأتي فجأة! لكنه لم يجد ألماً، وفي اليوم الثاني أَكَل أكلاً عادياً ولم يشعر بشيء، فظل سنة وأربعة أشهر يأكل، حتى فتحت الزيارات فسأله أهله: أتحتاج إلى دواء؟ قال لهم: رفع الله المرض! وأكل كل شيء.
أين ذهب المرض؟ إن الله تبارك وتعالى لا يترك عباده المتقين يتخطفون في الأرض، لا بد أن تظهر الآيات إن الله لا يترك عبده إذا غُلب يظهر له المعجزة.
الشيطان الرجيم يبدل نظر المرء بالنسبة للمرأة -وهو مخلوق- قال صلى الله عليه وسلم:(إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان) ما معنى صورة شيطان؟ هل المرأة تتحول إلى شيطان؟ لا، إنما وصلت القدرة للشياطين أنها تزين هذه المرأة القبيحة للرجل، فيراها أجمل النساء، حتى إذا واقعها رآها على حقيقتها.
فالله تبارك وتعالى رفع عن هذا الرجل المرض، فلما صار بإمكانه أن يأتي بالدواء رجع إليه، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:(إن المعونة على قدر المئونة) المعونة تكون على قدر المشقة.