رمضان شهر عظيم، لكنه يكشف بسرعة أدعياء الإيمان، يكشف أصحاب العبادة الموسمية، والله عز وجل يكره العبادات الموسمية، إن الله تبارك وتعالى يحب أن يكون العمل دائماً، كما قال عليه الصلاة والسلام:(أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل)، وقالت عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن عمله صلى الله عليه وآله وسلم قالت:(كان عمله ديمة) وكان آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذا عملوا عملاً أثبتوه: (أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل).
إن العمل الموسمي يدل على الفتور، والله تبارك وتعالى يحب الطالبين له دائماً، فالذي يداوم على الذكر وإن كان قليلاً يدل ذلك على أنه حسن القصد، أما الذي يعمل بقوة ثم يفتر، يدل دلالة واضحة على أن مطلوبه ليس بذاك، ولذلك فتر عنه، من هنا كان أحب العمل إلى الله أدومه.
فيا تُرَى الذين يصلون في رمضان ويقطعون الصلاة في شوال يعتقدون أن رب رمضان غير رب شوال، أو أن الله عز وجل يسمع ويرى ويحاسب في رمضان فقط؟! عجب والله! العمل الموسمي عمل خطير، يكرهه الله عز وجل، والصحابة رضوان الله عليهم ما جعل الله عز وجل الأرض تحت أقدامهم في عشر سنوات فقط، فعشر سنوات في عمر أمة كطرفة عين، أعمار الأمم لا تقاس بالسنين أعمار الأمم دهور متطاولة فكم يا تُرى تشكل عشر سنوات في حياة أمة وكانوا قلة مستضعفين إلا لأنهم حققوا العبودية لله عز وجل على الدوام.
وما وصل اليهودي إلى هذه الجرأة ودخل بسلاحه، واطمأن أنه سيقتل مائة أو مائتين إلا لأنه يعلم أنه لن يكون هناك رد فعل، لكنه يعلم أن أقصى ما يمكن أن يفعله المسلمون هو الشجب في الجرائد، وأقوى بيان شجب لوزارة الخارجية.
ماذا استفدنا من ذلك الشجب؟! على الأقل لو يطردون السفير، لكنهم لا يستطيعون فهم أجبن من ذلك.