والتيمم ضربة واحدة للوجه والكفين، وليس هناك مسح للساعد، والحديث الذي ورد في ذلك حديث منكر عند أهل الحديث، إنما التيمم ضربة واحدة، تضرب على الأرض، ثم تفرك يديك، ثم تمسح وجهك لا أكثر من ذلك.
ومن نعمة الله علينا أن هذا التيمم أيضاً يرفع الجنابة، كما في الصحيحين أن عمار بن ياسر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما كانا في سفر فأجنبا، فأما عمار فقال: فتمرغت في التراب كما تتمرغ الدابة في الأرض، يريد أن يصل التراب إلى كل جسمه، أما عمر بن الخطاب فلم يعرف الحكم فلم يصلِّ، ورجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(كان يكفيكما ضربة للوجه والكفين)، وهذه الضربة ترفع الجنابة وتثبت الوضوء، وليس كما يفعل بعض الناس حيث يتيمم لرفع الجنابة ثم يتيمم للوضوء.
ففي الحديث الذي ذكرته لم يذكر النبي عليه الصلاة والسلام إلا ضربة واحدة للوجه والكفين؛ ترفع بها الجنابة ويثبت الوضوء.
إنها رخصة عظيمة، لكنها ما جاءت إلا بعد محنة.
وإذا كانت المحن تأتي منها المنح، فمن المحن مصائب لا تنجلي عن خير، فما هو الفرقان بين المصيبة التي تنجلي عن خير والتي تنجلي عن شر؟ إذا وقعت بك مصيبة فأردت أن تنجلي عن خير فعليك بأمرين: الأمر الأول: أن تسلم لله فيما قضى، وتعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا تتسخط.
الأمر الثاني: أن تحسن ظنك بالله، وأن الله عز وجل لا يقدر لك إلا الخير.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.