[دور الإعلام المضلل في الصد عن طريق النجاة]
الإعلام المضلل الآن، سواءً كان مرئياً أو مسموعاً أو مقروءاً، كل ذلك صد عن هذا الطريق الوحيد، الذي فيه النجاة، فأنت يا أخي ليس لك معين، وإن وجد المعينون على سلوك هذا الطريق فهم أقل من القليل.
وقد كانوا إذا عدوا قليلاً فقد صاروا أقل من القليل أما آن لك أن تدرك حجم المحنة التي تمر بها، أنت في محنةٍ فعلاً؛ محنة حقيقة، والأَمَر من عدم سلوك الطريق، عدم إحساس العبد بأنه مبتلى، وهذا أشد من البلاء، يعني لو أصيب الرجل بمرض يسير وكابر وقال: أنا لست بمريض، فقيل له: إن بوادر المرض ظاهرة عليك، فقال: لا.
أنا صحيح معافى، وأبى أن يأخذ الدواء، أليس من الجائز أن يقتله هذا المرض اليسير (إذا كان عدوك نملة فلا تنم له).
لا تنم لعدوك لو كان نملة، فمن الجائز أن يموت العبد بهذا المرض اليسير لأنه كابر، وقد يصاب العبد بمرضٍ عضال ويلتمس له العلاج ويبرأ.
إذاً عدم تسليم العبد بالمرض أشد عليه من المرض ولو كان فتاكاً، وعدم إحساس العبد أنه في محنة في وسط هذه التيارات، وعلى كل سبيل شيطانٌ يدعو إليه، وأهل البدع عندهم إمكانيات، ولهم دول، ولهم مجلات.
وعلى سبيل المثال فإن تقي الدين صاحب الفاكهة -يسمونه تقي الدين، من باب تسمية الشيء بغير اسمه الحقيقي- هو رئيس المجلس الصوفي العالمي، عندما جاء إلى هنا آخر مرة قبل خمس سنوات أو ست سنوات قدم عدة ملايين، على صورة إعانة والقصد منها نشر الصوفية، فالفكر الصوفي هذا هو التنويم المغناطيسي، يجعل منك بطلاً مجاناً، لا تريق دماً ولا تقول كلمة حق، ولا تقوم الليل، ولا تصوم النهار وأنت في جنات عدنٍ، المطلوب منك أن تأكل الديك وبعدها تقوم تهضم، ويكون زاد الداعية الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمكذوبة، لا أعلم على وجه الأرض أكثر كذباً على الله ورسوله من هؤلاء الصوفية.
يأتي أحدهم ويقول لك: (الرسول عليه الصلاة والسلام أكل ثم جاء رجلٌ فأنشد: (لسعت حية الهوى كبدي)، فجعل يتمايل إلى أن سقط برده من على كتفيه)، يعني من كثرة الوجد والعشق تمايل حتى سقطت البردة من على كتفيه، هذا هو زاد الصوفية، طبعاً الكلام هذا مختلط بقليل شرك، وزندقة -نسأل الله السلامة- فيؤتى بالملايين وتنفق لنشر مثل هذه العقائد، إن الصوفية هم الذين أدخلوا الحملة الفرنسية، والجبرتي الذي يعتبر مؤرخ العصر أرخ لهذه العملية، اقرأ تاريخ الجبرتي وانظر كيف دخل الفرنسيون إلى مصر، فالصوفية هي أفيون الشعوب ومع ذلك ينفق عليها الملايين ولو تساءلنا عن الجماعة التي تحج وتعتمر منهم كل سنة من أين يأتون بالمال، وأين رأس مالهم، فلا تكاد تجد إجابة.
ومع ذلك لو جيء رجل من أهل الحق ووجد عنده بعض الكتب، لاتهم بأنه يتلقى تمويلاً خارجياً! ولو ركب سيارة لقيل له: من أين لك هذا؟! وإذا وجد عنده قطعة أرض قيل: الأموال آتية من إيران.
رغم أننا أعداء إيران، ونحن لا نحبهم ونبغضهم ونقر أنهم مبتدعة، ومع ذلك نتهم بأن تمويلنا آتٍ من إيران، وهو من المفارقات العجيبة.
وذات مرة دخل عليَّ رجل ونظر في كتاب عندي -الكتاب مطبوع في بيروت ومن المعلوم أن لبنان تعد معقلاً للطباعة في الدنيا- وقال: وجاء لك هذا الكتاب من بيروت، ومع ذلك فالواقع يقول أنه ليس في أيدينا شيء، وليس عندنا إمكانات على الإطلاق إلا هذا الوهج من الحق الذي نقوله.
فأنت حين تبحث عن الطريق الوحيد اعلم أن أهل البدع معهم إمكانات كثيرة جداً، وأنت ليس عندك إمكانات، ويا ليتهم تركوك تمضي وحدك، إنما يجتالونك، ويضعون العراقيل في سبيلك، فأنت في محنةٍ حقاً، فلابد أن تقدر للأمر عدته؛ حتى لا تفاجأ وينصرف عزمك عن مواصلة السير على طريق الله الطويل المستقيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.