الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
قلنا: إن الهجرة علاج الاستضعاف، ولإن كانت الهجرة من البلد متعذرة، حتى وإن كان فيها عصاة، يظهرون خلاف الدين، لتعذر الخروج من مكان إلى مكان، فهناك الهجرة التي لا تنقطع، وهي الهجرة الواجبة التي يستطيع كل مسلم أن يحققها، وهي بوابة الهجرة الكبيرة، ألا وهي: الهجرة من المعصية إلى الطاعة، كما قال صلى الله عليه وسلم:(المهاجر من هجر السوء)، وفي لفظ آخر:(المهاجر من هجر ما نهى الله عنه).
إن إيماننا ضعيف؛ بسبب هذه القرون المتطاولة التي ورَّث الآباء ضعفهم إلى أبنائهم كما يورثون المال، بخلاف الصحابة الأوائل، فقد كان الواحد منهم يقوى ولا يبكي أبداً، ولا يلتفت إذا ترك ماله وداره وولده؛ لقوة قلبه.