للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إهدار العمل بالأحاديث بالتأويل الفاسد]

أسباب الانهيار والسوس الذي ينخر في كيان الأمة الإسلامية الآن كثيرةٌ جداً ومتنوعة، وقفت على اثنين منها، ومن أهمها: عدم صدق المحبة الحقيقية، فترى الرجل يقترف الكذب بحجة أنه مكروه فقط، وما الذي يجبرك أن تفعل المكروه؟ وهناك أناس ينامون على بطونهم، ويقول: أنا لم أطمئن إلا إذا نمت على بطني، فإذا قلت له: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً نام على بطنه، فقال: (هذه ضجعةٌ يكرهها الله)، قال: هذا مكروه ويكاد الرجل أن ينتهي، لكن في البداية يريد أن يستريح وينام؛ لأنه متعب، وحتى يمتثل يعمل المخالفة هذه مرات عديدة، حتى يستريح، بينما كان الصحابة يمتثلون مباشرة، ولا يتوانون، والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم: (لا يصلين أحدكم في ثوبٍ ليس على عاتقه منه شيء) فأفتى العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، أن كشف العاتق أو أغلبه يبطل الصلاة، يعني: لو صلى وعليه فانيلة لها محمل، فالصلاة باطلة؛ لأن للصلاة عورة تختلف عن العورة خارج الصلاة، وهذا العاتق من عورة الصلاة، واحتجوا بهذا الحديث: (لا يصلين أحدكم في ثوبٍ ليس على عاتقه منه شيء)، وهذا شيء، ويدخل في مثل هذه التأويلات، ويصد عن الحديث فيضيع الحكم، وكل هذا باسم القواعد الأصولية، ونحن عهدنا من العلماء المثقفين الذين أحكموا علوم الآلات أنهم لا يتكلمون بمثل هذا، والحكم واضح.