هل الزواج من العوامل التي تعين على طلب العلم الشرعي؟
الجواب
نعم.
إذا أردت أن تستقر وتحفظ القرآن فتزوج؛ لأن دعوى الشخص أنه لا يتزوج إلا إذا حفظ القرآن، هذه دعوى عجيبة جداً.
ثمة شخص جاءني منذ اثنتي عشرة سنة تقريباً وأنا في القاهرة، فقال لي: أن فلاناً حذره أن يتزوج إلا إذا أكمل حفظ القرآن، قال: وأنا أشعر أني محتاج للزواج، قلت له: تزوج وسيعينك ذلك على حفظ القرآن، فحفظ القرآن في ستة أشهر بعد ما تزوج، فاستراح واستقر، فيلقى الله عز وجل بزوجة طيبة.
الرجل يحصن فرجه، فالزواج من أعظم المرغبات على طلب العلم، فادعُ الله عز وجل أن يرزقك بزوجة بشرط أن تعينك على طلب العلم.
وبعض الإخوان يقول لك: أنا أريد طالبة علم، فأنا أقول له: لو تركتك تطلب العلم فالحمد لله، ليس أنها تكون طالبة علم، لا.
أنت عندما تذهب لتتزوج، تزوج امرأة فيها خصلة واحدة فقط ودع ما دون ذلك، وهي تسمع وتطيع فقط، لو كفر زوجها كفرت معه، تسمع وتطيع فقط لا غير؛ لأنك مهما كلفتها به من المعروف ستستجيب؛ لكن أن تتزوج امرأة مثلاً ليس عندها صفة السمع والطاعة، وعندها علم؛ فهذه ستسود الدنيا تماماً، يعني: في كل شيء ستقف لك مثل العقدة في الزور، كل ما ذكرت لها حكماً، قالت لك: ما دليلك؟ أنا رأيت شخصاً منذ شهر تقريباً مختصماً مع امرأته، وأبوه جاء إليه ليعمل معروفاً والسبب أن هذا طالب علم جديد المهم بعد ما أرجعوها إليه، في هذه الليلة قعدَت تمزح معه وتُطَبْطِب عليه، فقال لها: معكِ دليل؟ على أن تُطَبْطِبي علي، انظر! سدَّ نَفْسَها، ماذا تعني عبارة معكِ دليل على هذه الطبطبة؟ هو ليس معه دليل أصلاً على أن يرد أو يرفض أو ما شابه.
وأشياء عجيبة جداً، فتجد -مثلاً- أختاً وطالبة علم وعقلها صغير جداً جداً، وكل شيء تريد دليلاً عليه، وتعكر أيضاً على زوجها بهذا الكلام، تريد دليلاً على المسألة الفلانية.
فأحياناً قد يكون طلب العلم بالنسبة للمرأة نقمة عليها؛ لأنه واسع جداً، وهي لا تستطيع أن تتكيف مع العلم ولا التعامل مع الأدلة.
فأنت إذا أردت أن تتزوج فتزوج من بيئة صالحة، وخذ هذا الخُلُق فقط في المرأة، وإذا كنت طالب علم ستكون مثلك طالبة علم، وإذا كنت عابداً ستكون مثلك من العُبَّاد، وهكذا.