إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
هناك عالم شهير معروف لدى أهل العلم -وإن كان جماهير المسلمين لا يعرفون عنه شيئاً- وهو الإمام أبو زكريا يحيى بن معين رحمه الله، لقد كان يحيى بن معين رفيق الإمام أحمد بن حنبل، والإمام أحمد معروف عند العوام جميعاً بحكم انتشار مذهبه الفقهي، كان ابن معين رحمه الله أحد الحراس الأشداء الأقوياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولََكَمْ أضرَّ بالكذابين والمغفلين وتوجعوا منه كثيراً! ومع ذلك كان لا يفتأ أن يقذف بالسهام إليهم، ولا يعبأ بنكيرهم ولا بكلامهم.
قيل له يوماً: ألا تخشى أن يكون هؤلاء الذين تكلمت فيهم خصماءك عند الله يوم القيامة؟ فقال لهم: لأن يكون هؤلاء خصمائي أحبَّ إلي من أن يكون الرسول خصمي، يقول لي: لِمَ لَمْ تَذُبَّ الكذِبَ عن سنتي؟ فالدفاع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم واجب لأسباب منها: السبب الأول والأهم: هو حفظ الدين؛ لأنه إذا جاز لنا أن نترك الأدلة تفلتت منا دليلاً وراء دليل، سيأتي علينا زمان وليس عندنا دليل معتبر لا القرآن ولا السنة؛ فالمنافقون والعلمانيون يبدءون بالسنة، ثم يُثَنُّون بالقرآن، ونحن الآن في زمن الغربة، وقد سمعنا بآذاننا أن بعض رؤساء الدول العربية قال: إنه يريد أن يشطب بعض آيات المصحف، وقد صدرت فتوى في السعودية وفيها: أنه إذا لم يرجع عن هذا الكلام فهو كافر.
وهذا الرئيس أصدر كتاباً اسمه:(الكتاب الأخضر)، شكله مثل البطيخة، من داخله أحمر، ومن خارجه أخضر، فهو شيوعي، الزحف الأحمر على ديار المسلمين، يقول: إن هناك آيات لابد أن تشطب منها كلمات، وهي قوله تعالى:{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:١] نشطب ماذا منها؟ قال نشطب:((قُلْ)) [الإخلاص:١] لماذا؟ قال: لأن هذا الكلام كان موجهاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد مات، ومن ثَمَّ نشطب هذا الكلام الموجه له، فعندما تأتي تقرأ سورة الإخلاص تقول:(هو الله أحد)، انظر إلى جرأة هذا الإنسان وإلى كلامه! هذا في وقتنا الحاضر فما بالك إذا مضت القرون وظهر الخبث أكثر من ذلك، ولم يوجد علماء، ما الذي يمكن أن يجري في بلاد المسلمين؟! فالآن الطعن على السنة واضح جداً، والمقصود به الطعن على كتاب الله عز وجل؛ والمسلمون لا يدرون ما المقصود من طعنهم بالسنة؟! إذاً ترك الأدلة تتفلت منا، مسألة خطيرة جداً! فلا يكون عندنا أي أدلة نستدل بها.
فالدفع واجب لهذا.
ومن الأسباب: حماية لجناب النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة له.