روى الدارمي في سننه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما بعث جمعاً من الصحابة يعلمون الناس الإسلام قال لهم وقد خرج في بعض الطريق يمشي معهم، قال:(أتدرون لماذا مشيت معكم؟ قالوا: نحن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولنا عليك حق، قال: لا لهذا خرجت، إنكم تأتون أقواماً لهم دوي للقرآن، فإذا رأوكم قالوا: هؤلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلا تصدوا الناس عن القرآن بالحديث، أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا حليفكم) حفاظاً على المرء، حتى لا يكثر التأويل الذي يحير القارئ، بينما الآن افتح بعض التفاسير المطولة، تجد أقوالاً تشرق وأخرى تغرب، والواحد تائه بين هذه الأقوال، لا يستطيع أن يرجح ما هو المقصود، حتى إن بعض الناس فسروا آيات القرآن الكريم على العلم الحديث، فيستدل على أن الأرض كروية، وغيره يقول: الأرض بيضاوية، ويستدل بقوله تعالى:{وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا}[النازعات:٣٠]، أي: جعلها مدحية بيضوية، والله أعلم إذا قالوا: إنها مربعة مستطيلة، يمكن أن يقول لك: القرآن يقول ذلك، وليس القرآن كتاباً جغرافياً أو كتاب تاريخ، إنما القرآن كتاب هدى، ينزل على القلب، يسمعه القارئ فيعرف مراد الله تبارك وتعالى، لذلك هذه الاستنباطات التي تزيد على مجرد اللفظ، وإن كانت تفيد الباحث والعالم، لكنها تصد العوام كثيراً.