وبكل أسف عندما يتكلم بعض أساتذة الشريعة عن الرق، يقول: والرق محرم دولياً، فعيرونا وقالوا: أنتم تسترقون الرجال الأحرار، وهم يسترقون الدول، عار علي استرقاق الأفراد وهم يسترقون دولاً بأكملها؟ من الذي عمّر أمريكا أول ما اكتُشفت؟ أليسوا هم الهنود الحمر؟ والزنوج الذين سرقوهم من أفريقيا وجعلوهم خدماً هناك، وهذا رق، من أبشع أنواع الرق، ولكن الرق عندنا شرف، الرسول عليه الصلاة والسلام ما تركك تعلو على الرقيق، لكن قال (إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فليجلسه معه)، فأنت تأكل طعاماً جاهزاً، وهو الذي يقف أمام النار، وقد تعب في صنع هذا الطعام، فلا تمنعه، وجعل الله تبارك وتعالى كفارة بعض الذنوب عتق الرقبة، وقال صلى الله عليه وسلم:(ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين، من هؤلاء الثلاثة رجل له أمة فأعتقها ثم تزوجها) فهؤلاء يؤتون أجرهم مرتين؛ فإن لم يكن هذا ولا ذاك ولا الآخر يكفي أن هذا العبد دخل ديار المسلمين فأسلم فنجى من النيران، وهذا الصنف هو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم:(عجب ربك من أقوام يدخلون الجنة بالسلاسل) فالرق عندنا شرف بينما هم يسترقون المسلمين، ويفعلون الأفاعيل، ثم الذي يغيظ ويفتت الكبد أنهم يعملون تمثال الحرية، فأول ما تدخل أمريكا ترى تمثال الحرية، في حين أن قوات الأمم المتحدة كانت تهتك أعراض المسلمين في البوسنة مع الصرب والكروات، لقد خسر العالم جداً بتخلف المسلمين عن ريادة العالم.
إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن امرأة بغياً دخلت الجنة في كلب، وهو الحيوان المهين، الذي ضرب به المثل في المهانة وعدم التحمل، وأنه لا صبر له، وهذه امرأة بغي تترزق بعرضها، ولا توصف المرأة بالبغاء إلا إذا صار حرفة ومهنة وخلة دائمة لها، يعني: امرأة زانية عريقة في الزنا، ملأت موقها ماء وسقت كلباً يلعق الثرى من العطش، فشكر الله لها فغفر لها، وفي المقابل: دخلت امرأة النار في هرة.
لو ملك المسلمون فهل سيرمون البر والدقيق في المحيط وهم يعلمون أن ربع الكرة الأرضية يموت من الجوع؟! حفاظاً على سعر الدقيق والخبز!! هذه ليست إلا أخلاق الكافرين:{كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً}[التوبة:٨].