إذاً البطانة السيئة التي تريد استغلال هذا الشخص موجودة، وممكن أن تؤلبه، فعلاج هذا الرجل حتى يصل إلى الله بسلام أن يصل إلى أرض بها ناس أول ما يمكث بينهم ينزعون منه روح المعاصي، ولا يمكنونه منها، فالعاصي لا يستطيع أن يرفع رأسه في وسطهم أبداً، لأنهم يقيمون حدود الله عز وجل، ولا يسمحون لأحد أن يعصي الله تبارك وتعالى، ونحن نقول هذا الكلام لأننا مبتلون به في بيوتنا وفي عماراتنا وفي الأحياء، ففي العمارة الواحدة يفتح أحدهم المسجل بأعلى صوت على نغمات ديسكو ورقص وطبل وأنت تقول: أستغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم، ولو ذهبت إلى الشرطة قالوا لك: هذه حرية شخصية، وهذه هي الأفراح والليالي الملاح، فيوضع المسرح في الشارع إلى أن يؤذن مؤذن الفجر، ومعروف أن الشياطين إذا سمعت الأذان تولت، وهم كذلك إذا سمعوا الأذان ولوا، فطوال الليل وهم بسماعات ومكبرات ومؤثرات صوتية، والمريض لا يستطيع أن ينام، ومع ذلك لو ذهبت لتبلغ عن هؤلاء لا يمكن أن يطيعوك أبداً، لكن لو عملت محاضرة وعملت مكبرات صوت، مباشرة سيقولون: هذا إزعاج وكذا وكذا، ويقولون لك: لماذا نزعج الناس، الذي يريدك سيأتيك إلى المسجد، وتعرضنا لهذا الكلام أكثر من مرة.
فهذا جعل الناس يحجمون عن إنكار تشغيل المسجل بهذا العلو، ولا تجد أن أصحاب العمارة يقفون وقفة رجل واحد ويوقفون هذا العبث الموجود في العمارة، أيظنون أن المصيبة إذا نزلت سينجون منها؟ مع أن الزلزال إذا جاء فإنه سيضرب العمارة كلها:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}[الأنفال:٢٥].
إذاً: لا بد أن ننقي مجتمعاتنا من المعاصي والبدع، ونتكاتف؛ لأن المجموع له تأثير على الفرد، لهذا قال له:(اخرج من أرضك فإنها أرض سوء إلى أرض كذا وكذا؛ فإن فيها قوماً يعملون الصالحات، فاعبد الله معهم).