هذه الحالة التي نعيش فيها الآن، حالة لم يمر المسلمون بها قط.
إيهٍ يا عمر: لو سمعت بعض هذا الذي نمر به إذاً لشاب شعرك! والدعاة إلى الله عز وجل يصرخون في الجماهير! اهتموا -يا أيها الناس- بإسلامكم، هو أولى من رغيف الخبز، لو رفعوا رغيف الخبز إلى جنية لثار الجماهير، ولأحرقت الأماكن العامة مثلما حصل سنة (١٩٧٦م)، حين زاد سعر الخبز ثلاثة قروش فقط، كانت الخسائر المبدئية خمسة عشر مليون جنيه، خسائر من حريق قطارات وحريق مستشفيات إلخ، وحين زاد سعر الكيلو السكر من ستة عشر قرشاً إلى أربعين قرشاً، وأرادوا رفع قيمة الخبز من نصف قرش إلى قرش؛ ثار الجماهير، وهذا الإسلام يمتهن في كل يوم، والقرآن يعتدى عليه في كل يوم ولا صريخ له، كأن هذه الجماهير لا تدين بالقرآن، ولا تقدسه، وإلا أين جهادكم؟ وأين نصركم؟ وأين اعتراضكم؟ هذه محكمة النقد -التي هي آخر المطاف، لا محكمة بعدها- حكمت بارتداد الرجل، وأن يفرق بينه وبين امرأته هل من جهةٍ تنفيذية؟ الرجل هرب وسافر إلى هولندا؟ ألا تعاملونه معاملة السعد والريان، السعد هرب وذهب إلى باريس، فاحتالوا عليه وضحكوا عليه، وأتوا به ووضعوه في السجن، طيب أرونا حياض الدين، اذهبوا إلى هولندا واضحكوا عليه أيضاً، وقولوا له: تعال وسندافع عنك، واقتلوه هل يفعلون؟ لن يفعلوا أبداً أبداً.
(حرية الكفر) كما قلت لكم؟ أصول كلها دمرها، وأنا لا أدندن على هذا الرجل وحده؛ لأن خلفه أمة تتبعه في هذه الأصول، أعظم ما نعانيه: أننا لا نحس بجسامة المحنة التي نمر بها.
آهٍ! لو شعر المستضعف أنه مستضعف، وأمسك بالكتاب والسنة؛ إذاً لانتصر، لكن هذا الصراخ الذي نصرخ به في كل مكان ليستيقظ الجماهير؛ ليعلموا أنهم في محنةٍ عظيمة لم يمر المسلمون بها قبل ذلك.