إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن ندعوه، فنقول:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة:٦] والصراط المستقيم له أوصاف وميزات: منها: أنه مستقيم.
فتصور رجلاً أعمى لا يبصر، ووضعت قدميه على هذا الصراط، وقلت له: يا بني! امش، لا تنحرف.
رغم أنه أعمى فسيصل فهذا هو الحق ليس به خفاءٌ فدعني من بنيات الطريق (بنيات الطريق) هي الطريق المعوجة، والبصير يتوه في الطريق المعوج، والأعمى لو صففت قدميه على طريق مستقيم لمضى وهو أعمى ووصل فكيف إذا كان مبصراً؟! فلا يضير أن يكون الطريق طويلاً ما دام مستقيماً.
وفي الحديث الذي رواه أحمد وغيره -وهو حديث صحيحٌ أيضاً- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:(خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض خطاً طويلاً، وخط حوله خطوطاً قصاراً، ثم قال: هذا صراط الله) طويل، لكنه مستقيم، من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة هو صراط واحد، قد فنيت فيه الأمم، ومات فيه ألوف النبلاء، بل ملايين النبلاء، ولا يزال في الطريق بقية، لا تسقط الراية منه، إنما يسلم بعضهم الراية لبعض، راية التوحيد.
قال:(هذا صراط الله، وهذه صرط الشياطين، على كل صراط شيطان يدعو إليه، ثم تلا قوله تبارك وتعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[الأنعام:١٥٣]).
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم اجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر.
اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها، مولاها.
اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا، وخطأنا وعمدنا، وكل ذلك عندنا.