كان صلى الله عليه وسلم يرسل الجيش وأحياناً يأكلون ورق الشجر، ولم يتضجر واحد منهم، أو يقل: كيف نأكل ورق الشجر؟! فمثلاً: يروي جابر بن عبد الله -كما في الصحيحين- فيقول: (أرسلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة وأمر علينا أبا عبيدة بن الجراح وأعطاه جراباً من تمر، فكان أبو عبيدة يعطيهم تمرتين تمرتين، وبعد ذلك يعطيهم تمرة تمرة، -أي: لما بدأ التمر ينفد أصبح يعطيهم تمرة تمرة- قال جابر: فكنا نمصها ونشرب عليها الماء حتى نفد التمر، فكنا نأكل ورق الشجر، قال: فرمى لنا البحر بدابة عظيمة يقال لها: العنبر -وهو حوت عظيم ألقاه البحر على الشاطئ- فلما رآه أبو عبيدة قال: ميتة لا تأكلوه -لم يكن يعلم حل ميتة البحر- ثم قال: جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن في سبيل الله، ونحن مضطرون، كلوا، قال جابر: فكنا نأخذ الدهن من عينه بالقلال، قال: وجلس ثلاثة عشر رجلاً منا في عينه، قال: وجاء أبو عبيدة بضلع من أضلاع العنبر فنصبه، وجاء بأعلى جمل وركبه أطول رجل فمر من تحته، ثم رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال: هل معكم منه شيء؟.