للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يلاحظ أنّه ترك بياضا في عدّة مواضع من المخطوط بمقدار كلمة أو كلمتين، وكان يؤمّل أن يملأ البياض بما ندّ عنه من كلمات فلم يسعفه الوقت، ولم تسعف المؤلّف الذاكرة أيضا، رغم قراءة النسخة عليه ومقابلتها.

أمّا لغة المخطوط فهي سليمة إلى حدّ كبير، وإن كانت تعتريها بعض الأغلاط اللّغويّة والنحوية، والأخطاء الإملائية، فكثيرا ما يخطئ الناسخ بكتابة «ابن»، فيحذف الألف في الموضع الذي يجب أن تبقى فيه، مثل قوله: «ضبطه بن الخبّاز»، و «عاد بن عرّاب»، ويبقي عليها في الموضع الذي يجب أن تحذف فيه، وخصوصا عند وقوعها بين اسمين علمين. وهو يضيف ألف الجمع عند أواخر الأفعال للمفرد، مثل قوله: «وكان يدعوا من يعرفه»، ويقلب الألف المقصورة في آخر الكلمات إلى ألف ممدودة، مثل قوله: «معافا»، و «أعلا»، و «مبتلا»، و «جرا»، و «أبلا»، و «يأبا» ويكتب اسم نهر «الفرات» ب‍ «الفراة» (بالتاء المربوطة، أو الهاء المنقوطة) ومن أغلاطه ذكر السنوات بتأنيث العدد، مثل قوله: «وعمره خمسة وثمانون سنة»، والصواب: «خمس وثمانون سنة»، ويكتب «رؤوس»: «رؤس»، و «يهنّؤوه»، و «يهنّوه»، بواو واحدة، ويحذف الياء من «ثماني عشرة» فيكتبها «ثمان» من غير أن تتقدّمها أداة جزم، وحذف الهمزة في غالب الكلمات سواء في وسطها أو في آخرها، مثل: «لولو» و «التجوا» و «هوا» و «وفا»، ويقلب الهمزة ياء، مثل «ماية»، و «جرايد»، ويقلب الألف المقصورة مثل «الأولى» إلى «الأوّلة»، ويقلب الألف الممدودة في «الصلاة» إلى واو «الصلوة» على ما في رسم القرآن الكريم.

إنّ أمثال هذه الأغلاط والأخطاء كثيرا ما نراها في المؤلّفات «التاريخية» المدوّنة في عصر المماليك بحيث أضحت سمة ذلك العصر، وعلينا أن لا نتوقّف كثيرا عندها.

وفي المخطوط قليل من الحواشي والاستدراكات التي أضافها الناسخ، وأشار إلى الموضع الذي يفترض أن تكون فيه من المتن بعلامة «»، وكثيرا ما يسهو فينسى كلمة أثناء السياق، وعندما يتذكّرها يكتبها فوق السطر أو تحته أو على الهامش.

وفي ختام وصفنا للمخطوط، لا بدّ من الإشارة إلى أنه أضيف إليه في آخر المجلّد الثاني صفحة بخطّ مختلف لا علاقة له بالناسخ «ابن الحبّوبي»، وهو يتعلّق بتركة نائب السلطنة بدمشق الأمير «سيف الدين تنكز» من أموال وذخائر وحواصل ومماليك وخيول وغيره.

والمعروف أنّ الأمير «تنكز» توفي سنة ٧٤١ هـ‍. ما يعني أنّ أحدهم ألحق الصفحة بعد وفاة المؤلّف البرزالي بنحو سنتين، أو بعد ذلك بعدّة سنوات، دون أن يعرّف عن نفسه، فاكتفى بالقول:

«قال كاتب هذه الصفحة: أدركتني صلاة المغرب، فاقتصرت من كتب أملاكه

<<  <  ج: ص:  >  >>