على هذا القدر، وتركت بقيّة أملاكه بدمشق، وقارة، وحمص، وبيروت، والقدس، والقاهرة، وغيرها. وفي كل ما كتبته كفاية لمن يعتبر».
[وصف مخطوط ليدن]
في مكتبة جامعة «ليدن» بهولنده قسم من «المقتفي» يحمل اسم «تاريخ البرزالي»، رقمه ٣٠٩٨، وهو من قطعتين:
القطعة الأولى من ٢٣٢ ورقة*٢ - ٤٦٤ صفحة، تبدأ بحوادث ووفيات سنة ٧٠٩ هـ. وتنتهي بحوادث ووفيات سنة ٧١٦ هـ، وبها نقص عدّة أشهر من السنة الأخيرة، إذ الموجود منها، فقط، حوادث ووفيات ثلاثة أشهر هي: المحرّم، وذو القعدة، وذو الحجّة.
وهذه القطعة كتبت في ١٥ محرّم سنة ٧٥٢ هـ. «على يد العبد الفقير الضعيف محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد السنجاري، بسفح جبل قاسيون».
أما القطعة الثانية، فهي من ١٠٨ ورقات*٢ - ٢١٦ صفحة، تبدأ أيضا بحوادث ووفيات سنة ٧١٦ هـ. وتنتهي بحوادث ووفيات سنة ٧١٨ هـ. وقد ضاع منها آخر ورقة من السنة. ومن المرجّح أنّ هذه القطعة، كما الأولى، كتبها «السنجاري» بخط الثلث الجميل، وضبط كلماتها بالحروف، لاتفاق القطعتين بالخط والشكل والحجم نفسه.
وتحتوي الصفحة الواحدة من القطعتين على ١٤ سطرا، وفي السطر الواحد ٨ كلمات، على الأكثر.
وهذه النسخة أفضل كثيرا-من ناحية الوضوح-من نسخة استانبول، وإن كانت الرطوبة قد لحقت بالكثير من أوراقها، إلاّ أنها ناقصة كثيرا، فهي لا تشتمل إلاّ على عشر سنوات فقط (من ٧٠٩ إلى ٧١٨ هـ.)، بينما تشتمل نسخة استانبول على ٥٦ سنة، كما تقدّم.
لهذا، اعتمدنا في التحقيق على نسخة استانبول باعتبارها الأصل، واستعنّا بنسخة «ليدن» لقراءة ما طمس من كلمات وسطور في مواضعها من الجزء الثاني.
[طريقتنا في التحقيق]
لما كان المخطوط الذي وصلنا من استانبول يتألّف من مجلّدين كبيرين، كلّ منهما يتألّف من مئات الصفحات، فقد ارتأينا تقسيم كلّ مجلّد إلى قسمين، بحيث يتناول القسم الأول من المجلّد الأول حوادث ووفيات من بداية سنة ٦٦٥ هـ. / ١٢٦٧ م. إلى نهاية سنة ٦٨٠ هـ. /١٢٨١ م.، والقسم الثاني من المجلّد الأول من