للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[[رحيل بولاي عن دمشق]]

وفي عشيّة السبت رابع الشهر طلع الناس إلى منائر الجامع والأماكن العالية، وأخبروا أنهم رأوا خلقا من التتار طالعين في عقبة دمّر، فقيل إنهم متوجّهون إلى بعلبك لأذى تلك الجهة. وقيل إنهم مسافرون. وظهر الأمر أن بولاي وأصحابه رحلوا عن دمشق، وبقي جماعة منهم يعيثون في الجبل والمزّة وأطراف البلد ويؤذون، والناس في ضيق بسببهم. وبلغ رطل اللحم في أوائل رجب إلى عشرة دراهم ونصف (١).

[خلوّ ضواحي دمشق من التتار]

وفي السابع من رجب اشتهر (٢) بدمشق أنه ليس في ضواحيها أحد من التتار، واستبشر الناس بذلك، وذكروا أنهم توجّهوا إلى جهة البقاع وبعلبك (٣).

[[وفاة جمال الدين الكركي]]

١٠٨ - وفي هذا اليوم مات جمال الدين، عبد الله بن الشيخ الصالح زين الدين، عبد الدائم الكركيّ (٤).

وكان فقيها حنفيّا، وشاهدا، ويسكن بالمدرسة الظاهرية.

[[النداء بإطلاق السفر]]

ونودي في هذا اليوم بأمر قبجق أن يسافر الناس ويخرجوا إلى البلاد والقرى فقد أمنت الطرق وسافر الناس يوم الخميس تاسع رجب ويوم الجمعة والسبت إلى القبلة والشمال (٥).

[وفاة متولّي بعلبك]

١٠٩ - وتوفي الأمير شجاع الدين، محمد بن شهري (٦)، متولّي بعلبك، يوم الأحد خامس رجب.

ودفن بمقبرة اللوزة يوم الإثنين (٧).


(١) خبر رحيل بولاي في: نهاية الأرب ٣١/ ٤٠١، وتاريخ الإسلام ٩٣.
(٢) في رسالة عفيان ١٦٠ رقم ١٧٩ «أشهر»، والصحيح ما أثبتناه.
(٣) خبر خلوّ الضواحي في: زبدة الفكر ٣٤٥، والتحفة الملوكية ١٦٠، ونزهة المالك والمملوك ١٨١، وذيل مرآة الزمان ٤/ورقة ٣٢٨، وتاريخ الإسلام ٩٤، والبداية والنهاية ١٤/ ١١، والنهج السديد ٣/ ٥٠٥.
(٤) لم يذكره غير البرزالي.
(٥) خبر النداء في: تاريخ الإسلام ٩٤، والنهج السديد ٣/ ٥٠٥.
(٦) انظر عن (ابن شهري) في: تاريخ الإسلام ٤١١ رقم ٦٣٥، وأعيان العصر ٤/ ٤٧٤ رقم ١٥٩٤.
(٧) وقال الذهبي: شيخ كبير من أبناء الثمانين. وكان عاقلا محمود السيرة، قليل الشرّ، ضبط بعلبك من التتار، وامتنع عليهم بإعانة أهلها، فلم يقدروا عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>