للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاش خمسا وأربعين سنة.

وكان أخوه شهاب الدين أحمد مات قبله بأربع سنين بالقاهرة (١)، رحمهما الله تعالى.

[[وفاة أبي الوليد محمد التجيبي القرطبي]]

٦٥٢ - وفي يوم الجمعة وقت أذان الجمعة الثامن عشر من رجب توفي الشيخ الإمام، العالم، السيد، الزاهد، الورع، بقيّة السلف، أبو الوليد، محمد بن الإمام أبي القاسم أحمد بن الإمام الكبير القاضي أبي الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن عبد الله بن أبي جعفر أحمد بن خلف بن إبراهيم بن أبي عيسى التجيبي (٢)، القرطبي، ثم الإشبيلي، المعروف بابن الحاج، ونودي له في البلد، وصلّي عليه عقيب العصر بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير جوار الفندلاوي، وحضره جمع كثير، واتفق الناس على الثناء عليه ووصفه بالصلاح والجلالة.

ومولده بإشبيلية يوم الثلاثاء السابع والعشرين من ذي الحجّة سنة ثمان وثلاثين وستماية، رحمه الله تعالى.

وأسلافه كانوا بقرطبة من زمن عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وانتقل جدّه إلى إشبيلية بسبب الفرنج، وولّي قضاءها، ومات/٢٨٥ ب/أبوه ثم جدّه كلاهما في سنة إحدى وأربعين وستماية. وكانت لهم أموال جمّة ونعم كثيرة تمحّقت بسبب الانتزاح من قرطبة، ثم بسبب مصادرة ابن الأحمر، فإنه أخذ من جدّه القاضي أبي الوليد عشرين ألف دينار في مدّة شهر، وأرسلوا كتبهم إلى سبتة فعدمت. وربّي أبو الوليد هذا يتيما عند أمّه وانتقلوا إلى شريش وإلى غرناطة، ثم أقام هو بتونس مدّة خمس سنين، ثم حجّ ورجع مع الشاميّين، وأقام بدمشق من سنة أربع وثمانين وستماية إلى أن مات. وولّي إمامة المالكية بجامع دمشق في نصف ذي الحجّة سنة اثنتين وسبعماية، ولم يزل ملازما لها إلى حين موته. وسمع في مدّة إقامته بدمشق هو ووالده من شيخنا ابن البخاري وجماعة من الشيوخ، وحدّث، وعرض عليه الحكم بدمشق نيابة عن المالكي فامتنع من ذلك.

وكان على طريقة حسنة، وكتب بخطّه جملة من الكتب نحو ماية مجلّدة لنفسه


(١) تكرّرت في الأصل، وشطب على إحداها.
(٢) انظر عن (التجيبي) في: ذيل تاريخ الإسلام ١٦٨،١٦٩ رقم ٥٤٢، وذيل العبر ٩٧،٩٨، والإعلام بوفيات الأعلام ٣٠٢، والوافي بالوفيات ٢/ ١٤٤، وأعيان العصر ٤/ ٢٣٨،٢٣٩ رقم ١٤٥٠، والبداية والنهاية ١٤/ ٩١، والسلوك ج ٢ ق ١/ ١٨٩، والدرر الكامنة ٣/ ٣٥٠،٣٥١ رقم ٩٢٩، والدارس ٢/ ٦. وفي نسخة ليدن ٢/ ١٩٣ «. . . محمد بن أبي القاسم أحمد بن محمد بن أبي جعفر أحمد بن خلف».

<<  <  ج: ص:  >  >>