للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحج، فأخذ بقراءته عشرين حديثا من «الغيلانيّات» ببدر بطريق الحجاز (١). وبحكم هذه العلاقات الأخويّة والحميمة التي كانت تربط بين المؤرّخين تسنّى لابن الجزري أن يكون تاريخ البرزالي تحت يده، فنقل منه معظم مادّته بأمانة أقرّه عليها البرزاليّ.

وروى عنه البرزالي هذه الأبيات من شعره:

إلهي قد أعطيتني ما أحبّه … وأطلبه من أمر دنياي والدّين

وأغنيتني بالقنع عن كلّ مطمع … وألبستني عزّا يجلّ عن الهون

وقطّعت من كل الأنام مطامعي … فنعماك تكفيني إلى حين تكفيني

ومن دقّ بابا غير بابك خاضعا … غدا راجعا عنه بصفقة مغبون (٢)

أهمّيّة الكتاب واعتماد المؤرّخين عليه

يكتسب هذا الكتاب أهمّيته من صدقيّة مؤلّفه، فهو محدّث قبل أن يكون مؤرّخا، ومن يكون محدّثا حافظا عارفا بالحديث ورواته يكون عالما بعلم الجرح والتعديل الذي يضع المقاييس لصدق الرواة ورواياتهم، أو ضعفهم وتدليسهم. ولما كان المؤلف البرزالي مشهودا له بالصدق والثقة والدراية عند جميع علماء عصره، وإجماعهم في النقل عنه واعتماد روايته، فإنّ هذا يكفي أن يضفي الأهميّة لكتابه، ولهذا نرى الكثير من المؤرّخين المعاصرين له، والسابقين له بالوفاة، والمتأخّرين ينقلون عنه، مصرّحين باسمه، فها هو «شهاب الدين النويري» المتوفّى سنة ٧٣٣ هـ‍. /١٣٣٣ م. ينقل عنه عدّة نصوص أثبتها في كتابه «نهاية الأرب»، أولها خبر الخلف الواقع بين جوبان نائب سلطنة أبي سعيد بن خربندا ملك التتار وبين الأمراء مقدّمي التوامين، في حوادث سنة ٧١٩ (٣) هـ‍. /١٣١٩ م. ثم خبر كبس الحراميّة بغداد وقت الظهر في منتصف شهر ربيع الأول سنة ٧٢١ (٤) هـ‍. /١٣٢١ م.، ثم خبر وفاة محمودة خاتون ابنة الملك الصالح إسماعيل (٥) في سنة ٧٢٣ هـ‍. /١٣١٣ م.، ثم خبر تفويض قضاء العسكر الشامي في شهر رجب سنة ٧٢٤ (٦) هـ‍. /١٣٢٤ م. ثم خبر غرق مدينة بغداد في سنة ٧٢٥ (٧) هـ‍. /١٣٢٥ هـ‍. ثم خبر الأمير محمد بن عبد القادر ابن الإمام المستنصر بالله (٨) في سنة ٧٢٦ هـ‍. /١٣٢٦ م، ثم وفاة قطب الدين اليونيني


(١) تاريخ حوادث الزمان، لابن الجزري ٢/ ٤٢٦ رقم ٤٤٧.
(٢) ذيل تاريخ الإسلام ٣٥٩، أعيان العصر ٤/ ٢٢١.
(٣) نهاية الأرب ٣٢/ ٢٩٦ - ٣٠٠.
(٤) نهاية الأرب ٣٣/ ٣٥.
(٥) نهاية الأرب ٣٣/ ٦٥.
(٦) نهاية الأرب ٣٣/ ٧٤.
(٧) نهاية الأرب نهاية الأرب ٣٣/ ١٩٢ - ١٩٤.
(٨) نهاية الأرب ٣٣/ ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>