للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا بعلبك (فإنّ الناس) جفلوا إليها من دمشق (ورغبوا في التحصّن فيها لحصانة قلعتها وشهامة أهلها، وقنت الخطيب بدمشق في الصلوات الخمس يوم الجمعة ثالث عشر رمضان، وتبعه الأئمّة، واجتهد الناس في الدعاء بعد القنوت وعقيب الصلوات وفي التراويح بصرف العدوّ عنهم وعن أهل الرحبة المحاصرين.

فلما وصلت الأخبار في آخر يوم من شهر رمضان برجوع التتار إلى بلادهم وترويحهم عن الرحبة وعن البلاد الشامية ترك الأئمّة القنوت لزوال التتار، وسرّ الناس بذلك،) (١).

وشكروا الله تعالى على هذه النعمة الجليلة، ودقّت البشائر بقلعة دمشق/١٩٥ ب/وخطب الخطيب يوم العيد وذكر هذه النعمة وأمر بالشكر عليها وحضّ على ذلك.

وكا [ن] سبب رحيل ملك التتار بجيوشه عن الرحبة أمور منها غلاء الأسعار وقلّة الغلال (٢) من القمح والشعير. ومنها موت الخيل، وموت طائفة منهم. ومنها خروج قاضي الرحبة ومن معه إلى حضرته وطلبهم منه (الأمان والعفو في هذا) (٣) الشهر الشريف وإشارة الرشيد بذلك عليه (وموافقته جوبان) نائب السلطنة على ذلك وهذه [أمور] (٤) يسّرها الله تعالى [بكرمه] (٥)، وأوقع في نفوسهم الرحيل، ووقى الله شرّهم، وأعان الطائفة (الضعيفة المحصورة) في هذا الحصن بغير حول منهم ولا قوّة، فله الحمد (والشكر حمدا كثيرا على) كل حال (٦).

[[وفاة عثمان ابن قاضي الباب الحلبي]]

١٤٩ - وفي منتصف رمضان توفي الشيخ (فخر الدين، أبو عمرو)، عثمان بن أبي محمد بن أبي القاسم الخضر بن عبد المجيد بن الحسن بن عامر بن حسن بن (٧) قاضي الباب الحلبي بالقاهرة.

ومولده بحلب في عاشر (رجب) سنة سبع وثلاثين وستماية.


(١) ما بين القوسين مطموس في الأصل، استدركناه من نسخة ليدن ١/ ٢٤٠.
(٢) في النهج السديد ٣/ ٢٢٦، والبداية والنهاية ١٤/ ٦٦ «قلّة العلف»، ومثله في نسخة ليدن ١/ ٢٤١: «قلّة العلف وقلّة التبن والشعير».
(٣) وقال ابن أبي الفضائل في: النهج السديد: «ووقع في خيول التتار مرض الطابق فمات أكثرهم، ومنها خروج القاضي والأعيان إلى ملك التتار وسألوه العفو».
(٤) إضافة يقتضيها السياق. وهي في نسخة ليدن ١/ ٢٤١.
(٥) إضافة يقتضيها السياق.
(٦) النهج السديد ٣/ ٢٢٤ - ٢٢٦، والبداية والنهاية ١٤/ ٦٧. وفي نسخة ليدن ١/ ٢٤١ «حمدا كثيرا على ذلك».
(٧) الصواب: «ابن»، وفي الدرر الكامنة: «بن عبد المجيد بن الحسن بن المفرح بن العباس الحراني المعروف بابن قاضي الباب».

<<  <  ج: ص:  >  >>