الزكيّ، بدارهم بدمشق، وصلّى عليه عصر النهار بالجامع، ودفن بتربتهم بسفح قاسيون. وكانت له جنازة كبيرة وعزاء.
وكان شابا حسنا، قضى عمره في العشرة والتفرّج وحضور السماعات، لم يكن له وظيفة ولا ما يشغله عن ذلك.
[[أسعار الغلال بالمدينة ومكة]]
ووصل في شهر شعبان كتاب من المدينة الشريفة النبوية-على ساكنها أفضل الصلاة والسلام-مؤرّخ بتاسع عشر جمادى الآخرة من هذه السنة، وفيه أنّ أسعار المدينة، مدّ القمح بثلاثة دراهم ونصف، وهو قدحان بالمصري، ومدّ الشعير بدرهمين، ومدّ التمر البوني بدرهمين، وأوقيّة اللحم بعشرة دراهم، وهذه الوقيّة وزنها ألف وستماية درهم، وأوقيّة السمن بستة دراهم وزنها ماية وثمانون درهما.
وأمّا مكة شرّفها الله تعالى ففيها غلاء عظيم شديد، المدّ بستة وثلاثين درهما، كاملية، وسبب الغلاء ما بين صاحب مكة وصاحب اليمن.
وكان الأميران: سيف الدين سلاّر، والكماليّ، أرسلا ثلاث مراكب بعضها صدقة، وبعضها يختصّ بصاحب مكة، وبعضها يشترى بثمنه خيل.
وكان في المراكب ثلاثة آلاف إردبّ، وستماية إردب قمحا، فخرج عليها أهل الينبع وحازوها إليهم، ولو وصلت إلى مكة نفعت نفعا كثيرا.
[[وفاة نجم الدين إبراهيم مشارف الصبيبة]]
٩٠٨ - وفي ليلة الأحد الرابع والعشرين من شعبان توفي نجم الدين، إبراهيم بن رزق الله مشارف الصبيبة، ابن أخت القاضي محيي الدين ابن فضل الله، ودفن من الغد بالجبل.
وكان شابا له أربعة وثلاثون سنة من العمر.
[[وفاة القاضي ابن السقطي]]
٩٠٩ - وفي ليلة الإثنين حادي عشر شعبان توفي القاضي، الإمام العالم، أقضى القضاة، جمال الدين، أبو بكر، محمد بن عبد العظيم بن علي بن سالم، المعروف بابن السقطي (١)، بالقاهرة، ودفن بالقرافة.
وكان رجلا جيّدا، مشكور السيرة في القضاة، حسن الهيئة، عارفا بالأحكام، / ١٢٤ ب/خبيرا، محترما، ناب في القاهرة مدّة طويلة، وبرك في آخر عمره.
وروى عن العلم ابن الصابوني سماعا، وعن ابن باقا إجازة.
(١) انظر عن (ابن السقطي) في: ذيل تاريخ الإسلام ٧٤، والدرر الكامنة ٤/ ١٨ رقم ٤٤.