للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سأله الملك الناصر عن ماله فقال: «أقدر على أربع ماية ألف دينار».

[[وفاة الأمير علاء الدين أيدكين الخزندار]]

٥٢٤ - وفي ثالث عشر ذي القعدة توفي الأمير علاء الدين، أيدكين (١) الخزندار الصالحي، متولّي قوص.

وقد ناهز الخمسين.

وكان شجاعا مقداما، ضابطا لعمله، وخلّف تركة جليلة (المقدار) (٢).

[[وقعة الروم بصحراء البلستين]]

وفي ذي القعدة في عاشره كانت وقعة الروم بصحراء البلستين، وكان السلطان خرج من القاهرة في العشرين من رمضان، ورتّب بالقاهرة شمس الدين الفارقاني نائبا في خدمة الملك السعيد، ووصل دمشق سابع عشر شوال، وأقام بها ثلاثة أيام، ودخل حلب مستهلّ ذي القعدة، وأقام بها يوما، وأمر نائب حلب أن يقيم على الفراة (٣) بعسكر حلب لحفظ المعابر وقطع الدربند في نصف يوم، ووقع سنقر الأشقر بثلاثة (٤) آلاف من التتار، فهزمهم يوم الخميس تاسع ذي القعدة، وصعد العسكر الجبال وأشرفوا على صحراء البلستين، فرأوا التتار قد رتّبوا عسكرهم أحد عشر طلبا (٥)، في كل طلب (٦) ألف فارس، وعزلوا عسكر الروم عنهم خوفا من مخامرتهم.

فلما تراءى الجمعان حملت ميسرة التتار فصدموا سنجقة السلطان، ودخلت منهم/ ٦٢ ب/طائفة بينهم وشقّوها، وساقت إلى الميمنة، فلما رآهم السلطان ردفهم نفسه، ثم لاحت منه التفاتة فرأس الميسرة قد كادت تتفلّل، فأمر جماعة بإردافها، ثم حمل فحملت العساكر حملة، فترجّل التتار عن خيولهم، وقاتلوا أشدّ قتال، وأنزل الله تعالى بهم بأسه، وفرّ منهم جماعة، فقصدوا وأحاطت بهم العساكر.

وقتل ضياء الدين ابن الخطير، وسيف الدين قيران العلاّني، وعزّ الدين أخو


(١) انظر عن (أيدكين) في: تاريخ الملك الظاهر ٢٠٣ وفيه اسمه «أيدغدي»، وذيل مرآة الزمان ٣/ ١٩٠ (المخطوط) ٣/ورقة ١٣٠، وتاريخ الإسلام (٦٧٥ هـ‍.) ص ١٨١ رقم ٥١، والوافي بالوفيات ٩/ ٤٩٠ رقم ٤٤٥٣، والمنهل الصافي ٣/ ١٥٤،١٥٥ رقم ٥٩٢، والدليل الشافي ١/ ١٦٥.
(٢) كتبت فوق السطر.
(٣) هكذا في الأصل، والصواب: «الفرات».
(٤) في مختار الأخبار، وزبدة الفكرة «وقع على ألف فارس».
(٥) في زبدة الفكرة ١٥٤ «اثنا عشر».
(٦) طلب: من التطليب أو المطلّب: لفظ عاميّ درج على ألسنة الناس في عصر المماليك معناه الحضور بمجموعة من فرق الجند إلى أماكن الاحتفالات على هيئة مخصوصة بالمواكب.

<<  <  ج: ص:  >  >>