للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كذبهم وافترائهم، فأظهروا كتابا آخر وآخر، والجميع من وادي (١) واحد، والألفاظ ركيكة، فزجروا وتمنّوا الخلاص وأداء الجزية، وخافوا من مطالبتهم بالماضي، وسكنت القضيّة.

[ذو القعدة]

[[وفاة جمال الدين المقدسي]]

٤٢٠ - وفي ليلة الخميس من مستهلّ ذي القعدة مات جمال الدين، محمد بن زين الدين أيوب (٢) بن نعمة بن محمد بن نعمة بن أحمد المقدسيّ، المقرئ، الملقّن، ولد الكحّال بدويرة حمد جوار باب البريد، وصلّي عليه ظهر الخميس بالجامع، ودفن بباب الصغير بحضرة قبر الحافظ زين الدين خالد النابلسي.

وكان شابا صالحا، قرأ القراءآت، وأقرأ الصبيان مدّة، وكان حسن التعليم، مواظبا، حريصا على من عنده يرغّبهم ويتألّفهم.

وممّن قرأ عليه ابني محمد، قرأ عليه نصف الختمة.

[شكوى جماعة على ابن تيميّة]

وفي أول ذي القعدة قام جماعة على الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة وطلبوا من نائب السلطنة منعه ممّا يتعاطاه من إقامة الحدود والتعزير. /٥٧ ب/وشكوا منه، وحصل كلام من الجهتين. وكان تقدّم منه ضرب جماعة من الصبيان وحلق رؤوسهم (٣)، ثم سكنت القضية (٤).

[[تولية قضاء حلب]]

وسافر القاضي زين الدين ابن قاضي الخليل من دمشق إلى حلب متولّيا قضاها في ليلة الإثنين ذي القعدة بعد أن وصل تقليده من مصر مؤرّخا بالثالث والعشرين من شوال، وخلع عليه بدمشق خلعة بطرحة ولبسها، وركب في البلد بها.

[[خسوف القمر]]

وخسف القمر أول الليل ليلة رابع عشر ذي القعدة، وصلّينا بين المغرب والعشاء، وخطب الشيخ برهان الدين الإسكندري، وضربت البشائر بقلعة دمشق عشيّة الجمعة سادس عشر ذي القعدة، وبقيت أياما بسبب أماكن فتحها المسلمون من بلاد سيس.


(١) هكذا في الأصل.
(٢) لم يذكره غير البرزالي.
(٣) الصواب: «رؤوسهم».
(٤) خبر الشكوى في: البداية والنهاية ١٤/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>