للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحتها، وحضر لأجله نائب السلطانة والأمراء، وكانت ليلة عظيمة، واستدرك بعد ذلك أمرها القاضي نجم الدين ابن النحّاس، فأصلح بحسن تدبيره، وعمّره أحسن عمارة (١)،

[[وفاة الفقيه الإمام كمال الدين ابن سلام]]

٢٤ - وفي ثاني عشر رمضان توفي الفقيه، الإمام، كمال الدين، علي (. . . . . .

. . . . . .) (٢) بن سلام (٣) الدمشقي، الشافعيّ، ودفن من الغد بمقابر باب الصغير.


(١) وقال ابن الجزري في تاريخ حوادث الزمان: «وفيها في (يوم الخميس) حادي عشرين شهر رمضان المعظّم احترقت اللبّادين وسوق جيرون إلى حيطان جامع دمشق وباب الجامع، واتصلت النار إلى حمّام الصحن وإلى دار الخشب. وكان بدوا (!) الحريق من صلوة المغرب وبقيت النار تعمل ثلاثة أيام، ولولا أنّ الله تبارك وتعالى لطف بالناس وإلاّ كان قد احترق أكثر البلد. ونزل نائب السلطنة يومئذ بدمشق الأمير حسام الدين لاجين وجميع الأمراء والمقدّمين والعسكر، وكذلك النجارين والحجّارين أحضروهم من الصالحية ومن القلعة حتى أنهم قطعوا النار بالخراب للأماكن المجاورة للنار من جميع النواحي، وما كان الخوف العظيم إلاّ أن تتصل بخزائن السلاح، لأنّ كان فيها نفط كثير وآلات عظيمة، فكان نائب السلطنة وأكثر العسكر من ناحية خزائن السلاح. ونفثت اللبادين وجيرون شبيه وادي جهنم ملوه نار. وكان السبب أنّ بعض الذهبين (!) غسل ثوبه وعلّقه، وترك تحته مجمرة وفيها نار، وراح صاحب الحانوت حتى يفطر فتعلّقت النار في الثوب فاحترق، وكان في السقف بارية فاتصلت النار من الثوب إلى البارية، وتعلّقت النار من البارية إلى السقف فاحترق، وعمل الحريق في اللبّادين من الجهة الشمالية أولا، واتصلت إلى جسر الكتبيّين، فاحترقت الناحية القبلية أيضا، فاحترق الناحيتين (!) مع الجسر الذي هو بسوق الكتبيّين، وتعدّت النار إلى جهة الشرق والدرج ولم (يبق) سوى أربع دكاكين من ناحية الدرج، واحترق للناس شيئا كثيرا (!)، ومن جملة ما احترق في سوق الكتبيين/لشمس الدين إبراهيم الجزري الكتبي خمس عشرة آلاف مجلّد بجلودها، وكتب أخر بلا جلود، وأوراق جزاز (!) بمقدارها وأكثر. وحكى ليس السيد الشريف العدل الرضي عماد الدين أبي (!) زكريا يحيى بن العدل شهاب الدين أحمد بن السرّاج الحسني البصراوي قال: بينما أنا في جامع دمشق ثاني يوم الحريق وإذا بورقة قد ألقاها الهواء من الحريق، وإذا فيها مكتوب هذه الأبيات: سلّم الأمر راضيا جفّ بالكائن القلم ليس في الرزق حيلة إنّما الرزق بالقسم جلّ رزق الضعيف فهو لحم على وضم إنّ للخلق خالقا لا مردّ لما حكم
(٢) خرم مقداره أربع كلمات.
(٣) انظر عن (ابن سلام) في: تاريخ الإسلام (٦٨١ هـ‍.) ص ٨٣،٨٤ رقم ٣٧، وعيون التواريخ ٢١/ ٣١٧، والوافي بالوافيات ٢١/ ١٤٠ رقم ٨٣، والبداية والنهاية ١٤/ ١٥٥، وتذكرة النبيه ٢/ ٢١٢، والسلوك ج ٢ ق ٢/ ٣٣٨ وفيه: «علي بن سليمان، أبو الحسن»، والدرر الكامنة ٣/ ١٢٣ رقم ٢٧٤٧، وكشف الظنون ٤٩٢ و ٢٠٠٠، وشذرات الذهب ٦/ ٩٦، وهدية العارفين ١/ ٧١٩ وفيه وفاته سنة ٧٣٠ هـ‍.، ودائرة معارف البستاني ٨/ ٣٣٧، والأعلام ٤/ ٢٩١، ومعجم المؤلفين ٧/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>