للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير محبوب إلى الرعيّة لجودته وكثرة صدقاته وعقله وسكونه (١).

[[وفاة عماد الدين ابن أبي الزهر التنوخي]]

٥٦٠ - وفي عشيّة الثلاثاء سابع جمادى الآخرة توفي عماد الدين، أحمد بن الصدر شهاب الدين أحمد بن فخر الدين عثمان بن أبي الرجاء بن أبي الزهر (٢) التنوخي، الدمشقي، المعروف بابن السلعوس، ببستانه بالربوة، ودفن بكرة الأربعاء بمقبرة الباب الصغير.

وكان حجّ كثيرا، وفيه ميل إلى الفقراء وله إحسان إليهم، وكان يعتريه في بعض الأوقات نقص في عقله، وله تجارة وتكسّب، وفيه عشرة وكيس، وكان في/ ٢٦٣ ب/أيام عمّه شهد على قاضي القضاة شهاب الدين ابن الخوئي.

ومولده في سنة ستّ وستين وستماية بدمشق.

وأسمعه والده كثيرا. ومن شيوخه القاضي ابن عطاء، وابن علاّن، وابن البخاري، وحدّث بطريق الحجاز بالعلا (٣).

قرأت عليه لابني محمد، رحمه الله «نسخة غنجار»، بسماعه من القاضي شمس الدين بن عطاء.

[وفاة الفقيه بدر الدين أبي القاسم الحرّاني]

٥٦١ - وفي يوم الأربعاء الثامن من جمادى الآخرة توفي الشيخ الفقيه، الإمام، العالم، الفاضل، بدر الدين، أبو القاسم (٤) بن محمد بن خالد بن إبراهيم الحرّاني، ودفن آخر هذا اليوم بمقابر الصوفية عند والدته، وحضره جمع كبير.

ومولده تقريبا في سنة خمسين وستماية، أو إحدى وخمسين بحرّان.

وتفقّه ولازم الاشتغال على شيوخ مذهبه مدّة، وسمع من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وابن الصيرفي، والقاضي شمس الدين الحنبلي، والقاضي شمس الدين الحنفي، وجماعة كبيرة. وكان إماما بالمدرسة الجوزية، وفقيها بالمدارس، ودرّس بالمدرسة الحنبلية نيابة عن أخيه لأمّه الشيخ الإمام، شيخ الإسلام تقيّ الدين ابن تيميّة، نفع الله تعالى به، وباشر إمامة المسجد الكبير بالرمّاحين المعروف بالحنابلة، وأفتى، وكان فقيها مباركا، كثير الخير، قليل الشرّ، حسن الخلق، منقطعا عن الناس،


(١) خبر الأمير بهادر في: تاريخ سلاطين الماليك ١٦٦، والبداية والنهاية ١٤/ ٨٢، والسلوك ج ٢ ق ١/ ١٧٢.
(٢) انظر عن (ابن أبي الزهر) في: الدرر الكامنة ١/ ١٠٠ رقم ٢٧٢ وفيه: مات سنة ٧١٩.
(٣) الصواب: «بالعلى».
(٤) انظر عن (أبي القاسم) في: معجم شيوخ الذهبي ٦٨٧ رقم ١٠٤١، وشذرات الذهب ٦/ ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>