للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصادرون ومطلوبون بالأموال، وأنّ خربندا كان سمّ، وعاش بعد ذلك عشرين يوما أو نحوها، وقتل جماعة ممّن اتّهم بذلك، ووافق عليه من الرجال والنساء، واستقرّ في الوزارة علي شاه التبريزي، وتولّى تدبير الدولة والجيوش الأمير جوبان (١).

[[إقامة الشريف حميضة عند خربندا]]

ووصل الخبر في التاريخ المذكور بأنّ الشريف حميضة بن أبي نميّ الحسني المكي كان قد لحق بخربندا، وأقام في بلاده أشهرا، وطلب منه جيشا يغزوا (٢) بهم مكة، وساعده جماعة من الرافضة على ذلك، وجهّزوا له جمعا من خراسان وكانوا مهتمّين بذلك، فقدّر الله تعالى موت خربندا وبطل ذلك بحمد الله تعالى، وفرح المسلمون أهل السّنّة والجماعة بما يسّره الله تعالى عند موت خربندا من إهانة الروافض وإذلالهم في جميع مملكته، ومن إعزاز أهل السّنّة وإعادة الخطب في جميع ممالكه بذكر الشيخين رضي الله عنهما، فإنّ أهل السّنّة كانوا في غمّ شديد من ذلك من مدّة سنين، وجرت فتن عظيمة بسبب ذلك/٢٥٦ ب/وقتال وحروب بأصبهان وهراة وبغداد وساوة وإربل وغيرهما من بلاد مملكته (٣).

[[الوقوف على حميضة والدلقندي]]

ثم إنّ محمد بن عيسى أخا مهنّا هو وجمع من العرب وقفوا على حميضة وعلى الدلقندي، وكان معهما جمع وأموال فقهرهم وغنم ما معهم، ودثر حميضة، وكان الدلقندي رجل رافضيّ (٤) من أعيان دولة التتار قد قام بنصره وجمع له الأموال والرجال على أن يأخذ له مكة ويقيمه بها. فلما وقع ذلك على يد محمد بن عيسى وكان له مدّة ببلاد التتار قد خرج عن طاعة السلطان كاتب، فأذن له في الحضور، فحضر إلى دمشق (أبيض) (٥) الوجه عقيب هذه الواقعة وأكرمه نائب السلطنة كرامة كثيرة، وتوجّه إلى باب السلطان مكرما (٦).

[[وفاة القاضي علم الدين ابن الخضر]]

٥٣٨ - وفي ليلة التاسع عشر من ذي الحجّة توفي القاضي علم الدين،


(١) خبر خربندا في: النهج السديد ٣/ ٢٦١،٢٦٢، والبداية والنهاية ١٤/ ٧٧.
(٢) الصواب: «يغزو».
(٣) خبر إقامة حميضة في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٤٣، والنهج السديد ٣/ ٢٦٢،٢٦٣، والبداية والنهاية ١٤/ ٧٧،٧٨، وفيه: «خميصة»، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ٨٠.
(٤) الصواب: «وكان الدلقندي رجلا رافضيّا».
(٥) كلمة غير مقروءة. وهي من نسخة ليدن ٢/ ٦٩.
(٦) خبر الوقوف في: البداية والنهاية ١٤/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>