للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر لي أنّ مولده في سنة أربعين وستماية تقريبا، وأنّه أبيع بحلب لقاضي القضاة كمال الدين ابن الأستاذ، وعمره أربع سنين، ولم يعرف من أيّ بلد هو، وأقام عنده مدّة، ثم إنه مرّ معه ببعلبك فأطلقه لقطب الدين ابن الشيخ الفقيه، وبعد موته، ثم انتقل إلى دمشق، وأقام مدّة مؤذّنا بتربة أمّ الصالح، ثم نقل منها إلى جامع العقيبة، ثم نقل إلى جامع دمشق في سنة سبعين وستماية، واستمرّ على ذلك إلى أن مات (١).

[[وفاة المقرئ فخر الدين ابن خضر التنوخي]]

٨٣٨ - وفي يوم الإثنين الحادي عشر من شهر ربيع الأول توفي الشيخ المقرئ، فخر الدين، أبو عمرو، عثمان بن أبي المجالي بن خضر (٢) التنوخي، المعرّي، بالمارستان الصغير بدمشق، وصلّي عليه في أواخر النهار بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير.

وسمع من ابن أبي اليسر، وحدّث عنه، وكان رجلا جيّدا، أحد قراء التربة الظاهرية، وكان يقرأ في الختم مع ابن الفقاعي بصوت حسن، ثم ضعف في أواخر عمره، وانقطع بإيوان المدرسة الظاهرية مدّة سنين، ولازم التلاوة والذكر، وكان منتظرا الموت.

وسألته عن مولده فذكر أنّه سنة أربع وأربعين وستماية تقريبا بالمعرّة. ثم سألته بعد سنين فقال: سنة أربعين وستماية، والله أعلم.

[[وفاة شهاب الدين ابن مبارك المراغي]]

٨٣٩ - وفي يوم الإثنين الحادي عشر من شهر رمضان ربيع الأول توفي شهاب الدين، أحمد بن بدر الدين محمد بن أحمد بن مبارك المراغيّ (٣) قبل الظهر بحمّام ابن موسك بدمشق فجأة، وحمل إلى المدرسة المسرورية ميتا، ووضع في الإيوان وأخّر إلى/١٢٤ أ/يوم الثلاثاء احتياطا، فدفن بكرة الثلاثاء بمقبرة الصوفية عند والده.

وكان شابّا ابن خمسة (٤) وثلاثين سنة.

وفيه مودّة وخدمة، وكان يحفظ القرآن، وحفظ «التنبيه»، وسمع معنا كثيرا من الأحاديث النبوية، وتألّمنا لموته، وارتاع الناس لذلك، فإنّه حضر المدارس، وقضى أشغاله وتوجّه إلى الحمّام فمات، رحمه الله.


(١) وقال الذهبي: وكان قصيرا، وعمل له قبقاب عال جدّا ليرفعه عن الأرض، وكان يطلع به جريا في سلالم كل مئذنة واعتاد ذلك.
(٢) لم أجد له ترجمة.
(٣) لم أجد له ترجمة.
(٤) الصواب: «ابن خمس».

<<  <  ج: ص:  >  >>