للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوار قبر معاوية رضي الله عنه، وحضره جمع كبير من الصلحاء والتجار (والجيران وتأسّفوا) لفقده (واجتمعوا على الثناء عليه) وصلّي عليه أربع مرّات.

وكان صالحا، خيّرا (سالكا طريق الآخرة، معرضا عن أمور) الدنيا وأسبابها.

سمع معنا على ابن البخاريّ، وغيره، ولم يحدّث.

ومولده في سنة اثنتين وسبعين وستماية.

[[عزل نائب السلطنة بدمشق]]

ووصلت الأخبار إلى دمشق يوم الخميس ثالث عشر شعبان بوصول السلطان الملك الناصر من الكرك، وقربه من دمشق، وأنّ الأميرين: سيف الدين قطلوبك، وسيف الدين بهادر الحاج، قصداه إلى الكرك، (وخطب) له بها قبل خروجه.

فاضطرب نائب السلطنة بدمشق لذلك، وأراد السفر/١٤٧ ب/من البلد، فثبّت وأشير عليه بالمقام لمصلحته ومصلحة الناس. فلما استقرّ عزمه على المقام دخل الأمير علم الدين الجاولي، والأمير عزّ الدين الزّردكاشي (١) (وعلاء الدين أيدغدي) مملوكه إلى السلطان الملك الناصر لإصلاح أمره (والاعتذار عنده) (٢).

[[نهب شقيف أرنون]]

ووصل إلى دمشق الأمير سيف الدين بكتمر أمير جندار من القاهرة (نائبا للسلطان) بصفد في نصف شعبان، فخاف نائب السلطنة وقلق (بعد أن آلى على) نفسه ألا يبرح عن البلد، وصمّم على ذلك. وتوجّه في يوم الأحد سادس عشر شعبان هو وخواصّه على الهجن والخيل (وسلكوا) من المزّة إلى البقاع، ومعه ابن صبح إلى شقيف أرنون، وخلا (القصر بحيث أنه) بقي فيه شيء من الأثاث والآلات.

وقيل: إنها نهبت (٣).

[[دخول السلطان الملك الناصر دمشق]]

واضطرب أمر نائب السلطنة وأتباعه، وقام الأمير بدر الدين بيبرس العلائي، والأمير سيف الدين أقجبا، والطشلاقي أمير علم، وبالغوا في الإسراع بعمل (دست) السلطنة، وهيّئت ذلك اليوم والذي يليه الكوسات، وعملت (العصائب) والجتر في أعجل ما يمكن، وسهروا لذلك.


(١) الزردكاشي-الزردخانه: صانع الأسلحة والعامل على صيانتها وحفظها، وهو أمين مستودع الذخيرة.
(٢) خبر عزل النائب في: البداية والنهاية ١٤/ ٥١، ونهاية الأرب ٣٢/ ١٥١، والسلوك ق ٢ ج ١/ ٦٦.
(٣) خبر نهب الشقيف في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٥٢، والنهج السديد ٣/ ٦٥٨،٦٥٩، والسلوك ق ٢ ج ١/ ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>