للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربّ الرواية، والدراية، والفصاحة، … والسماحة، والمحلّ العالي

لا ترجون من الزمان بمثله … إنّ الزمان بمثله لمغالي

سل عنه تاج الدين يخبر فضله … لما أتى بجواهر ولآلي

وأتى بكلّ بديعة، وغريبة … وفضله كالوابل الهطّال

له درّ موافقات من … لفظه تزهو مع الأبدال

فاق الأكابر مع حداثة سنّه … وسما إلى سناء العلا المعالي (١)

ونقل ابن حجر عن «البدر النابلسي» الذي كتب بخطّه عن البرزالي: «كان حسن الوجه واللباس، كثير التواضع، كريم النفس، كثير الحلم، ضحوك السنّ، يحتمل الأذى ويغضي عن من يغض منه» (٢).

وقد خرّج له المحدّث شمس الدين بن سعد «مشيخة» لم يكملها (٣)، وبيّض له الذهبيّ ترجمة في جزء مفرد (٤).

[وظائفه]

يتبيّن من تراجم المؤرّخين للبرزالي أنّه تولّى التدريس في عدّة مدارس، وأولى المدارس التي تولاّها وأقرأ فيها الحديث كانت المدرسة النورية، وذلك سنة ٧١٠ (٥) هـ‍. / ١٣١٠ م. وقيل سنة ٧١٣ (٦) هـ‍. /١٣١٣ م. وهذه المدرسة تعتبر من أقدم دور الحديث بدمشق، أسّسها نور الدين محمود بن زنكي. وتولّى مشيختها من بعده «المزّي».

ثم تولّى تدريس الحديث بالمدرسة النفيسية، التي أسّسها «نفيس الدين، إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد الحرّاني، ثم الدمشقيّ» ناظر الأيتام المتوفّى سنة ٦٩٦ هـ‍. /١٢٩٦ م. قال «الذهبيّ» عنه: «وله دار علمية بالرصيف وقفها دار حديث، فولي مشيختها القاضي تاج الدين الجعبريّ، وقرأ بها الشيخ علم الدين» (٧)، وبقي فيها إلى أن توفي، فأخذها الذهبيّ بعده (٨)، وكتب له الصلاح الصفدي توقيعا بذلك (٩).

وتولّى تدريس المدرسة القوصيّة التي وقفها أبو العزّ شهاب الدين إسماعيل بن حامد القوصي (١٠)، المتوفّى سنة ٦٥٣ هـ‍. /١٢٥٥ م، وبعد وفاته انتقلت إلى الحافظ «ابن رافع السلامي» (١١).


(١) عيون التواريخ-مصوّر بمكتبة المجمع العلمي العراقي، بغداد، رقم ٥٩٢،٥٩٣، ورقة ٣٩ أ، ب.
(٢) الدرر الكامنة ٣/ ٢٣٩.
(٣) البداية والنهاية ١٤/ ١٨٥.
(٤) المنهل الصافي ٩/ ١٢ و ١٣.
(٥) ذيل تاريخ الإسلام ٣٦٠.
(٦) أعيان العصر ٤/ ٥٠.
(٧) تاريخ الإسلام ٥٢/ ٢٩٥ رقم ٤٠٠.
(٨) ذيل تاريخ الإسلام ٣٦٢.
(٩) الوافي بالوفيات ٢/ ١٦٦.
(١٠) الدارس ١/ ٣٣٣.
(١١) ذيل تاريخ الإسلام ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>