للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله الجزري، المعروف بابن القوام (١) الشافعيّ، وكان يعرف بالمحوجب، مدرّس المدرسة المعزّية بمصر، ووليها بعده الخطيب شمس الدين الجزريّ.

[وقوع أذى على ابن تيميّة]

وفي العشر الأوسط من رجب وقع أذى على الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة بمصر، وظفر به بعض المبغضين له في مكان خال وأساء عليه الأدب، وحضر جماعة كبيرة من الجند وغيرهم إلى الشيخ بعد ذلك لأجل الانتصار له، فلم يجب إلى ذلك، وكتب إلى المقاتلي يذكر أنّ ذلك وقع من فقيه بمصر يعرف بالبكري حصل منه إساءة أدب.

ثم بعد ذلك طلب وتودّد، وشفع فيه جماعة، والشيخ ما تكلّم ولا اشتكى، ولو حصل منه شكوى أهين ذاك غاية الإهانة. لكن قال: «أنا ما أنتصر لنفسي» (٢).

[وفاة شهاب الدين الحرّاني]

٥١ - وفي الحادي والعشرين من رجب/١٧٨ أ/توفي شهاب الدين، أحمد بن (٣) الشيخ الصالح علي بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن عبدوس الحرّاني، التاجر، المعروف بابن الحلاويّ (٤)، نزيل الإسكندرية، وهو ابن خال الشيخ تقيّ الدين بن تيميّة.

ومولده في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وستماية بدمشق، لم يكمل الأربعين.

وكان رجلا جيّدا، تامّ المروءة، كثير الديانة، وافر العقل، خبيرا بالأمور.

وأصيبت به والدته وإخوته وأهله.

[[وفاة الشيخ أبي هريرة الصوفي]]

٥٢ - وفي عشيّة الجمعة الثامن والعشرين من رجب توفي الشيخ الصالح،


(١) انظر عن (ابن القوام) في: ذيل تاريخ الإسلام ١١٤ رقم ٣٢٢، وذيل العبر ٦٣، والوافي بالوفيات ٥/ ٢٦٢، وأعيان العصر ٥/ ٣١٨ - ٣٢١ رقم ١٨٢٥ وفيه «الحزري»، والدرر الكامنة ٤/ ٢٩٩، والسلوك ج ٢ ق ١/ ١١٤، والنجوم الزاهرة ٩/ ٢٢١، وبغية الوعاة ١/ ٢٧٨، والعقد المذهب ٣٩٤ رقم ١٥١٥ وفيه: «ابن العوام»، وطبقات الشافعية الكبرى ٩/ ٢٧٥،٢٧٦.
(٢) كتب بجانب ذلك على هامش المخطوط ما يلي: «لم يكن ذلك بمكان خال، وإنّما كان بجامع مصر، حضر الشيخ الدين (!) المذكور، وابن تيميّة، ثم استمع كلامه، ثم قام وقال: هذا كافر. . . . . . وأوجعه ضربا وأسمعه سبّا وتخاريف. . . . . . . . . . . .
(٣) الصواب: «ابن».
(٤) لم أجد لابن الحلاوي ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>