وخبر صاحب مازندران ووشايته بأهل جيلان، ونهب الحجّاج بسوق منى، والخطبة للسلطان الناصر محمد بمكة، وأسعار الغلال بالمدينة ومكة، وإسقاط ذكر الخلفاء الراشدين من الخطبة عند ملك التتار خربندا الذي أعلن تشيّعه سنة ٧٠٩ هـ.، والفتنة عند التتار سنة ٧١١ هـ.، وحصر مشهد الحسين بكربلاء سنة ٧١٥ هـ، والحرب بين صاحب سبتة والفرنج سنة ٧١٩ هـ.، وسفر قفل الحجّاج إلى الموصل، وأخبار من مكة، وعودة الحلبيّين إلى بلاد الأرمن، وذبح بوّاب الخانكاه الفخرية بالقدس، وقتل ابن قاضي الرحبة سنة ٧٢٠ هـ.
وينفرد بذكر عدّة حوادث جرت بدمشق، منها احتراق سوق حكر السّمّاق سنة ٦٧٤ هـ.، وحريق مشهد علي سنة ٦٨٨ هـ.، وحريق آخر بدمشق سنة ٦٩٣ هـ.
وحريق بجيرون سنة ٦٩٤ هـ.، واحتراق مسجد ملك الأمراء الحموي سنة ٦٩٥ هـ.، وحريق بدمشق سنة ٧١٧ هـ.
ويتتبّع الظواهر الطبيعية من مطر شديد، وثلوج، وصقيع، وزلازل، وحالات الخسوف والكسوف، وأوضاع الغلاء، والرخص، والوباء.
ويعتبر الكتاب سجّلا لأصحاب المناصب والوظائف من قضاة وحكّام ومدرّسين ووعّاظ وخطباء ونظّار ووكلاء ومحتسبين وولاة وغيرهم، وأماكن وظائفهم من مدارس، ودور حديث، وبيمارستان، وديوان الزكاة، وبيت المال، وتقديم عدد موفور من أسماء المدارس مثل المدرسة النجيبية، والتقوية، والفرّخشاهية، والأمينية، والعذراوية، والعمادية، والدولعية، والنورية، والإقبالية، والأشرفية، والعزيزية، والناصرية، والباذرائية، والزنبقية، وغيرها.
وفي الكتاب أخبار نادرة وطريفة متفرّقة تهمّ الباحثين في أكثر من موضوع، ومن ذلك خبر: مساعدة الحنابلة بجرّ المجانيق، وإزالة السباع-وهي شعار الملك الظاهر -عن بعض عمارة دمشق، وإغلاق دكاكين بدمشق، وتخريب حائط قبالة قلعة دمشق، ونصب دهليز فوق الزنبقية، وإقامة الاحتفال بالنيروز، والتشديد بشأن الخمر، وإبطال مكس الصالحية، والرسم بإبطال ضمانات الأوقاف، ورفع الستائر من قلعة دمشق، وإلزام أهل الذمّة بالعلام، والسباق من دمشق إلى غباغب، وذبح أحد المماليك بغياب نائب دمشق، ونهي المنجّمين عن الكتابة على التقاويم، وغير ذلك من أخبار قصيرة.
[وصف مخطوط استانبول]
يتألّف المخطوط من «المقتفي» الذي نحقّقه هنا من مجلّدين محفوظين في مكتبة السلطان العثماني «أحمد الثالث» في متحف «طوب قابي سراي» باستانبول، تحت رقم ٢٩١٥/ ١٦١، ومنه نسخة مصوّرة في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة