للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طفلا له خمسة أعوام، فربّي في حجر جدّه لأمّة الإمام علم الدين القاسم بن أحمد اللّورقيّ، وقرأ عليه القراءات وشيئا من الفقه والنحو، وكتب الخط المنسوب وبرع فيه، ونسخ جملة من الكتب، وأجاز له طائفة من شيوخ بغداد ومصر والشام. وقرأ عليه ولده الحافظ أبو محمد القاسم-أبقاه الله-شيئا كثيرا، حتى إنه قرأ عليه الكتب الستّة بالأجازات. وحدّث بدمشق ومصر والحجاز، وبرع في كتابة الشروط، وكتب الحكم للقضاة، ومهر في ذلك، ورزق حظوة مع التّصوّن والديانة والتقوى والتّحرّي والنزاهة والوقار والتعبّد. وكان قليل المثل في فنّه. تفضّل وزكّاني مرة عند القاضي جمال الدين الزرعيّ».

امتلك أكثر من مملوك يخدمه وأسرته، عرفنا منهم اثنين، أحدهما هو «بيليك» المسمّى «عبد الله النجار»، أعتقه ابنه بعد وفاته (١). والآخر يدعى «علاء الدين، أيدغدي بن عبد الله البريدي» عتيق شرف الدين ابن مزهر. قال المؤرّخ البرزالي إنه رافقه في الحج سنة ٧١٠ هـ‍. /١٣١٠ م. وحدّث في الطريق،. وكان رجلا جيّدا، جنديّا من رجال الحلقة، يسافر في البريد (٢).

من آثاره: كتاب «سلوك طريق السلف في ذكر مشايخ الشيخ المعمّر عبد الحق بن خلف»، منه نسخة مخطوطة بالمكتبة الظاهرية، ضمن مجموع ٢، رقم ٧، وكتب بخطّه جزءين من «تاريخ دمشق» لابن عساكر، وهما من نسخة مكتبة بنكيبور بالهند (٣).

والدة المؤلّف

هي «زينب بنت سعيد بن علي بن يعلى الأندلسي، الغرناطي»، أصلها من الأندلس، من مدينة غرناطة. ولدت بدمشق سنة ٦٥١ هـ‍. /١٢٥٣ م. تقريبا، وتزوّجت بوالد المؤلف وهي صغيرة بحدود الثالثة عشرة من عمرها، فولدت له ثلاثة أولاد، هم: «القاسم» (المؤرّخ) سنة ٦٦٥ هـ‍. و «إسماعيل» سنة ٦٧١ هـ‍. و «زينب»، وربّما ولدت رابعا هو «يوسف».

وكان أبوها الحاج سعيد قدمات قبل سنة ٦٨٧ هـ‍ (٤). وماتت أمّها «حنونة بنت إبراهيم بن محمد الأندلسي» سنة ٦٩٥ هـ‍ (٥). ولها أخت شقيقة هي


(١) المقتفي ٢/ورقة ٧٩٩.
(٢) الوفيات لابن رافع ١/ ١٥١ رقم ٢٣.
(٣) التاريخ العربي والمؤرّخون ٤/ ٤٥،٤٦، ولم يذكره كحّالة في معجم المؤلفين، وهو من شرطه.
(٤) المقتفي ١/ورقة ١٣٨ أ.
(٥) المقتفي ١/ورقة ٢٤٧ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>