للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان شابا لم يبلغ الأربعين.

سمع معنا من جماعة من شيوخنا، وحدّث بشيء يسير. وكان فقيها بالمدارس، ومرتّبا بدار الحديث، من أهل القرآن والخير والأمانة.

[[وفاة الأمير بيبرس التركي]]

٦٩٠ - وفي يوم الخميس آخر النهار/٩٢ أ/الحادي والعشرين من ذي الحجّة توفي الأمير الكبير الصالح، ركن الدين، أبو محمد، بيبرس (١) بن عبد الله التركي، القيمريّ، ثم الظاهري، السلحدار، بداره بدمشق، وصلّي عليه بكرة الجمعة بالجامع، ودفن بسفح قاسيون بتربة جمال الدين ابن الجوخيّ.

وكان روى عن ابن المقيّر، والمكرم بن عثمان، وغيرهما.

وكان رجلا مباركا، أميرا ونائب سلطنة، ثم حبس وقطع خبزه، ثم أفرج عنه وانقطع عن الخدمة، ولازم بيته، وأقبل على ما ينفعه في آخرته، وأقام على ذلك مدّة سنين إلى أن أدركه أجله. وكان لا يتردّد إلى أحد من نواب السلطنة ولا يخالط الأمراء، ولا يعجبه الاجتماع بهم.

وكان بالقاهرة كثير الترداد والملازمة للشيخ شرف الدين الدمياطي، واستنسخ بعض تصانيفه، وسمع «الغيلانيّات» على غازي الحلاوي، وحصّل بها نسخة. وكان يحفظ كثيرا من الأحاديث والآثار والأدعية المأثورة. وحدّث بالقاهرة، ودمشق، والحجاز الشريف.

قرأت عليه بعرفة «الأربعين» لابن المقيّر.

ثم أقام بدمشق، وقرأتها عليه، وغيرها.

وكان محبّا للسماع والتسميع وأهل الحديث.

وجاوز السبعين من عمره، رحمه الله.

[وفاة ستّ الفقهاء (٢) بنت القوصي]

٦٩١ - وفي العشر الأخير من ذي الحجّة توفّيت ستّ الفقهاء بنت الشيخ شهاب الدين إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن القوصيّ، بدمشق.

وكانت امرأة مقعدة من نحو ثمان سنين مريضة ضعيفة.

سمعت من والدها، ولم تحدّث.


(١) انظر عن (بيبرس) في: ذيل تاريخ الإسلام ٤٣ رقم ٧٦ دون ترجمة، والدرر الكامنة ١/ ٥٠٩ رقم ١٣٨١.
(٢) انظر عن (ست الفقهاء) في: الدرر الكامنة ٢/ ١٢٨ رقم ١٧٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>