للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيبك الحسامي، وذكر أنه سمع منه في رجب قبل موته بقليل أحاديث رباعيّات من «صحيح مسلم».

[[إمساك الأمير علم الدين الجاولي]]

وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من شعبان مسك الأمير علم الدين الجاولي بمدينة غزّة، وحمل إلى الإسكندرية.

وقيل كان سبب مسكه أنه كان عنده أستاذ دار قديم وفيه ظلم فأبعده، فتوجّه إلى باب السلطان، وذكر أنّ أستاذه يتوجّه إلى الحج، وقد تهيّأ لذلك وأنفق نفقات زائدة بحيث بلغ كري الجمال التي حملت ما معه من القمح والشعير ثمانين ألف درهم. وقد هيّأ شيئا كثيرا من الخيل والهجن والسلاح وقصده دخول اليمن، والانتزاح من البلاد، فرسم بمسكه، ووقعت الحوطة على أملاكه وموجوده. ولما وصل الخبر إلى/٣٣٦ ب/أهل مكة، شرّفها الله تعالى، بذلك تألّموا لما فاتهم من برّه وصدقاته في هذه السنة (١).

[[إراقة الخمور]]

وفي العشر الأول من شعبان أريقت الخمور في خندق قلعة المدينة السلطانية، ثم أحرقت الظروف (٢).

وذكر أنّ سبب ذلك أنه وقع في رجب بالمدينة المذكورة برد كبار وزنت منه بردة، فكان وزنها ثمانية عشر درهما، وأهلك مواشي كثيرة، وأعقبه سيل خفيف منه على البلد، واشتدّ الخوف، ولجأ الناس إلى الله تعالى. ثم منّ الله تعالى بالسلامة، فسأل الملك أبو سعيد بن خربندا الفقهاء عن سبب ذلك، فقالوا له: من الجور والظلم وإظهار الفواحش، وأنه بالقرب من المساجد والمدارس والخوانك خمّارات، وحانات، فأمر بتبطيل الخمّارات والحانات في سائر مملكته وإبطال مكس الغلّة، ورسّم على الخمّارين بالمدينة السلطانية، وألزموا بإحضار الخمور في الظروف إلى تحت القلعة، فأحضروه على الدّوابّ وأكتاف الحمّالين، فاجتمع من ذلك أكثر من عشرة آلاف ظرف. فلما كمل جمعها حضر الوزير تاج الدين علي شاه راجلا وأعوانه وخواصّ الدولة معه، وأريقت الظروف المذكورة جميعها في الخندق، ثم أحرقت الظروف، وبقيت النار تعمل فيها يومين.


(١) خبر إمساك الأمير الجاولي في: نهاية الأرب ٣٢/ ٣٢٩،٣٣٠، والبداية والنهاية ١٤/ ٩٧، والسلوك ج ٢ ق ١/ ٢٠٩.
(٢) خبر إراقة الخمور في: نهاية الأرب ٣٢/ ٣٣٣،٣٣٤، والتذييل على دول الإسلام ٢/ ٢٢٨، والسلوك ج ٢ ق ١/ ٢١١، والبداية والنهاية ١٤/ ٩٧. والذي أراق الخمور هو ملك التتر أبو سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>