للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سنة ثمان وعشرين وسبعماية

[ذو القعدة]

[[السيل بعجلون]]

[في هذه السنة في يوم الأربعاء ثامن عشرين ذي القعدة كانت حادثة السيل بمدينة عجلون، وورد محضر بذلك إلى دمشق نسخته. . .

هذا ما أورد الشيخ شمس الدين الجزري في تاريخه] (١).

«ونقل الشيخ علم الدين بن البرزالي في تاريخه نسخة الكتاب الوارد من عجلون فقال:

الحمد لله المحمود في السرّاء والضرّاء، المشكور على الشدّة والرخاء، الذي يخوّف عباده بما شاء من معضلات اللأواء، ويريهم باهرات قدرته في ملكوت الأرض والسماء، ثم يعود عليهم برحمته، ويجلّلهم بسوابغ النعماء.

أحمده حمدا يزيد على الإحصاء، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ذو العظمة والكبرياء، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله خاتم الأنبياء، ومبلغ الأنباء صلى الله عليه وعلى آله الأمناء، وأصحابه الأتقياء، صلاة دائمة بلا نفاد ولا انقضاء، وبعد:

فإنّه لما كان بتاريخ نهار بكرة الأربعاء ثاني عشرين ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة أرسل الله تعالى بقدرته ريحا عاصفة، فأثارت سحبا واكفة (٢) في خلالها بروق خاطفة، ليس لما جاءت به من دون الله كاشفة، فطبّقت الوهاد، وجلّلت الآكام، وأطبقت على مدينة عجلون وما قاربها من أرض الشام، ثم أرخت عزاليها (٣) كأفواه القرب، حتى خيّل لمن رآها أنّ الوعد الحقّ قد اقترب، فلم يكن إلاّ كحلب شاة من الضان، أو ما قارب ذلك من الزمان، حتى صارت مدينة عجلون كما قال الله تعالى في كتابه المكنون: {فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ}


(١) تاريخ حوادث الزمان ٢/ ٢٧٤ - ٢٧٦.
(٢) واكفة: سائلة.
(٣) عزاليها: مطرها. (المعجم الوسيط).

<<  <  ج: ص:  >  >>