للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[نيابة دمشق وولاية قلعتها]]

وفي يوم الإثنين سادس عشر من رمضان ورد المرسوم السلطاني للأمير سيف الدين تنكز أمير الأمراء بدمشق أن يكون نائبا بالقلعة المحروسة، ويكون الأمير عزّ الدين/١٩٥ أ/أيبك الجمالي متولّي القلعة، فدخلها وباشر النيابة (١).

[[الجفل من التتار]]

وفي أوائل رمضان قويت أخبار التتار (٢) في دمشق ودخل أهل الحواضر والقرى إلى البلد، وجفل جمع كبير من دمشق إلى القاهرة والحصون، وأحاط التتار بالرحبة مستهلّ رمضان، وأقاموا عليها [في القتال ثلاثة وعشرين يوما] (٣) قاتلوا فيها قتالا شديدا خمسة أيام أو نحوه، وباقي الأيام كانت [حصارا من غير قتال] (٤)، والنائب بها الأمير بدر الدين مؤمني الأزكشي (٥) (خمسة أيام قتالا عظيما) فتوسّط رشيد الدولة مشير دولة ملك التتار [في القضية وأشار عليهم] (٦) بأن يوصلهم جماعة إلى بين يدي الملك خربندا، ويهدون إليه هديّة، ويطلبون منه العفو والصّفح، فأجابوا إلى ذلك، ونزل قاضي القضاة (٧) نجم الدين إسحاق، ومعه جماعة، فطلبوا ذلك [وأهدوا خمسة من الخيل] (٨) وعشرة [أباليج] من السّكّر، فقبل ذلك ورحل عنهم (وتأخّرت) العساكر من (حلب)، وأجفل أهل حلب ونواحيها، وخربت البلد (ثم تراجع جيش حلب) (وعاد إليها) لما تحقّقوا أنه ليس من ناحيتهم أحد من التتار. وتأخّرت العساكر المصرية، وكثر الخوف بدمشق، وخرج (الناس مسرعين وغلت المحاير والكري).

وحصل أيضا بحمص جفل كثير (وتشعّث) البلد.


(١) خبر نيابة دمشق في النهج السديد ٣/ ٢٢١. وفي نسخة ليدن ١/ ٢٣٨ «ورد المرسوم السلطاني الأمير سيف الدين بهادر الشمسي أحد الأمراء بدمشق أن يكون نائبا بالقلعة. . .».
(٢) خبر الجفل من التتار في: نهاية الأرب ٣٢/ ١٩٩،٢٠٠، والنهج السديد ٣/ ٢٢٤ - ٢٢٦، ودول الإسلام ٢/ ٢١٨، وذيل العبر ٦٧، والدرّ الفاخر ٢٥٤ - ٢٦٢، والبداية والنهاية ١٤/ ٦٦، والمختصر في أخبار البشر ٤/ ٦٩، وتاريخ سلاطين المماليك ١٥٩، وتذكرة النبيه ٢/ ٤٥ ونثر الجمان ٢/ورقة ١٠١ ب، وتاريخ ابن سباط ٢/ ٦١٤، وبدائع الزهور ج ١ ق ١/ ٤٤٢.
(٣) ما بين الحاصرتين من: النهج السديد ٣/ ٢٢٥.
(٤) ما بين الحاصرتين من: النهج السديد ٣/ ٢٢٥.
(٥) في البداية والنهاية ١٤/ ٦٦ «بدر الدين موسى الأزلشي»، وفي نسخة ليدن ١/ ٢٣٩ «موسى الأزكشي».
(٦) من البداية والنهاية. وفي نسخة ليدن ١/ ٢٣٩ «وأشار على أهل القلعة بأن ينزل منهم جماعة إلى. .».
(٧) في نسخة ليدن ١/ ٢٣٩ «ونزل القاضي قاضي البلد».
(٨) من البداية والنهاية، ونسخة ليدن.

<<  <  ج: ص:  >  >>