للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان والده صيرفيّا بالجزيرة، ويعرف بابن الحشّاش (١).

[[الفتنة عند التتار]]

ووقعت فتنة عند ملك التتار أوجبت قتل جماعة من الأعيان، منهم الوزير سعد الدين، والأمير يحيى بن جلال الدين صاحب سنجار والأوي (٢). وكان سبب قتلهم أنهم عملوا على قتل الملك والاستبدال به، ووصل الخبر بذلك إلى دمشق في ذي القعدة.

[[عودة الأمير قرا سنقر من طريق الحج]]

وفي يوم الإثنين عاشر ذي القعدة وصلت الأخبار إلى دمشق برجوع الأمير شمس الدين قرا سنقر من طريق الحجّ بعد أنّ وصل إلى بركة زيزى، وأنه لحق بمهنّا بن عيسى خائفا على نفسه ومعه جماعة من حوله عدّوا البركة، وأقام عنده مدّة (٣)، ثم دخل مملكة التتار في السنة الآتية (٤).

[[وفاة الأميرين أسندمر وبتخاص]]

٩٠ - وفي شهر ذي القعدة وصل الخبر إلى دمشق بموت الأمير سيف الدين أسندمر.

٩١ - وسيف الدين بتخاص في الاعتقال بالكرك (٥).


(١) وقال ابن حجر: «ولد في حدود سنة ثلاثين، وقدم الديار المصرية مجرّدا فسكن في قوص فقرأ على الشيخ شمس الدين الأصبهاني وهو يومئذ حاكمها، وأتقن الفنون، ثم قدم القاهرة فأعاد بالصاحبية، ودرّس بالشريفية، وانتصب للإقراء، فكان لا يفرغ لنفسه ساعة واحدة ويقرأ عليه المسلمون واليهود والنصارى، وصحب الجاشنكير وارتفعت منزلته عنده، ثم تعصّب عليه الشيخ نصر المنبجي فعزله من خطابة جامع القلعة، ثم ولّي خطابة جامع طولون ومشى حاله في الدولة الناصرية، ودرّس بالمعزّية بمصر، وصنّف شرح التحصيل في ثلاث مجلّدات، وعمل أجوبة على مسائل من المحصول، وشرح ألفيّة ابن مالك. قال الكمال الأدفوي: جئته لأقرأ عليه فقال لي: مالك شغل؟ قلت: لا. قال: احضر بعد العصر، فإن اتفق اقرأ، ففعلت ذلك فلم يخلّ يوما بالخروج إليّ. وكان حسن الصورة، مليح الشكل، حلو العبارة، عالما بالفنون من الفقه والأصول والنحو والمنطق والأدب والرياضيات، وشرح منهاج البيضاوي في مجلّدة لطيفة، واعتذر في خطبته بكبر السنّ، وكان كريم الأخلاق، يسعى في قضاء حوائج الناس ويبذل جاهه لمن يقصده. وله ديوان خطب وشعر، وذكر شعرا.
(٢) هكذا ضبط في نسخة ليدن ١/ ١٨٦.
(٣) في نسخة ليدن ١/ ١٨٦ «ومعه جماعة من خواصّه ومماليكه، وأقام عنده مدة».
(٤) خبر قراسنقر في: الدرّ الفاخر ٢١٨، ونهاية الأرب ٣٢/ ١٨٣، والنهج السديد ٣/ ٢٠٥، والبداية والنهاية ١٤/ ٦٣، والسلوك ج ٢ ق ١/ ١٠٨،١٠٩.
(٥) خبر وفاة الأميرين في: الدر الفاخر ٢١١، والبداية والنهاية ١٤/ ٦٤ وفيه «بنخاص».

<<  <  ج: ص:  >  >>