للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحضور المغل، ودعي له عقيب الجمعة على السّدّة، وقرئ مرسوم بتولية قبجق أمر الشام، وحضر الناس عنده للتهنئة فأظهر الكراهة بذلك، وأنه في تعب عظيم مع التتار، وأنه يريد لأجل المرسوم ألفي دينار. وعرض عليه بعض الجماعة فرسا وبغلة، فقال: الخيل والبغال هم (١) ليس لكم فيها مانه (٢)، وإنّما المطلوب الذهب (٣).

[[نزول شيخ المشايخ بالعادلية]]

وفي يوم الجمعة المذكور نزل شيخ المشايخ نظام الدين محمود بن علي الشيبانيّ بالمدرسة العادلية الكبيرة (٤).

[[نهب الصالحية]]

وفي يوم السبت منتصف ربيع الآخر شرع في نهب الصالحية والعيث والفساد فيه، وكسّروا الأبواب، وقلّعوا الشبابيك، وأخذوا بسط الجامع، وحصل لهم في الصالحية شيء كثير من القمح والذخائر والمطعومات والكتب. والتجأ الناس إلى دير الحنابلة من جوانب الصالحية، فاحتاط التتار به يوم الثلاثاء ثامن عشر ربيع الآخر، ودخلوا إليه ونهبوا منه وسبوا، وخرج إليهم في هذا اليوم يوم الثلاثاء شيخ المشايخ المذكور وجماعة بين الظهر والعصر فأدركوهم وردّوا عنهم، وهرب التتار بين أيديهم، وتوجّهوا إلى قرية المزّة، فنهبوا وأسروا. /٨ أ/وتوجّهوا إلى داريّا، فدخل أهلها إلى الجامع، فاحتاطوا به ودخلوه، ونهبوا وأسروا وقتلوا أيضا (٥).

[[خروج ابن تيمية إلى ملك التتار]]

وفي يوم الخميس العشرين من شهر ربيع الآخر خرج جماعة، منهم الشيخ تقيّ الدين ابن تيميّة إلى ملك التتار وكان نازلا بتلّ راهط بالمرج، فدخل عليه وأراد أن يشكوا (٦) إليه ما وقع، فلم يمكّن من ذلك، وأشار الوزير سعد الدين مشير الدولة الدولة الرشيد بأن لا يخاطب الملك بشيء من ذلك وأنه يحصل فتنة، ونحن نتولّى إصلاح الأمر، ولكن لا بدّ من إرضاء المغل، فإنّ منهم جماعة لم يحصل لهم شيء إلى الآن.


(١) في رسالة عفيان ١٢٢ رقم ٧٠ «والبغال لهم».
(٢) في رسالة عفيان ١٢٢ رقم ٧٠ «حاجة».
(٣) خبر الخطبة في: تاريخ الإسلام ٨٠، وتاريخ سلاطين المماليك ٦٦ - ٦٨، والبداية والنهاية ١٤/ ٨، والنهج السديد ٣/ ٤٨٣.
(٤) خبر شيخ المشايخ في: تاريخ الإسلام ٨١، والبداية والنهاية ١٤/ ٨.
(٥) خبر نهب الصالحية في: ذيل مرآة الزمان ٤/ورقة ٣١٣،٣١٤، ونهاية الأرب ٣١/ ٣٩٥، وتاريخ الإسلام ٨١، وتاريخ سلاطين المماليك ٦٩، والسلوك ج ١ ق ٣/ ٨٩٢، والإلمام بالإعلام ٥/ ٢٣٥،٢٣٦.
(٦) الصواب: «يشكو».

<<  <  ج: ص:  >  >>