للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان الناس يقصدونه من العلماء والوزراء والأمراء والكتّاب وأرباب الدولة، وكانت له عبادة كثيرة من الصلاة والذكر والحج والمجاورة، وكان مواظبا على ذلك ملازما له، وله أوقات معيّنة نحو نصف السنة لا يجتمع فيها بأحد، وكان لا يخرج من زاويته إلاّ لصلاة الجمعة خاصّة، أقام على ذلك مدّة طويلة.

نقلت وفاته من خط فخر الدين النويري.

[[وفاة شرف الدين ابن إسماعيل القرشي المعروف بابن النشو]]

٧٤٣ - وفي يوم الخميس الثامن والعشرين من جمادى الآخرة توفي الشيخ شرف الدين، أبو عبد الله، محمد ابن الشيخ العدل عزّ الدين إسماعيل بن محمد بن عبد الغني بن أبي محمد بن خلف بن إسماعيل القرشي، المعروف بابن النشو (١).

وصلّي عليه عصر النهار بجامع دمشق، ودفن بمقبرة باب الفراديس.

ومولده في سنة تسع وأربعين وستماية بدمشق.

سمع بإفادة عمّه من الرضيّ بن البرهان، وعبد الله بن الخشوعي، والأخوين عبد الله، وعبد الرحمن ابني أحمد بن طعّان، ويوسف بن مكتوم، وابن عبد الدائم، وجماعة، وله إجازات. وكان صوفيّا بالخانقاه، ثم صار شاهدا، وكانت بينه وبين/ ٣٠٥ أ/ابن السلعوس الوزير قرابة، فحصل له في أيام وزارته قرب منه ووجاهة عند الناس بسبب ذلك.

[طاعة سليمان بن مهنّا للسلطان]

وفي ضحوة الجمعة ثامن جمادى الآخرة وصل الأمير سليمان بن (٢) الأمير مهنّا بن عيسى إلى دمشق طالبا طاعة السلطان، فتلقّاه نائب السلطنة بالإكرام الوافر، وسافر بكرة السبت إلى مصر، وتقدّمه قوده قبل وروده إلى دمشق، وكان على ما قيل ماية فارس من الخيول العربية الجياد، وأربعين هجينا ونفائس أخرى (٣).

[وصول ابن مهنّا إلى جوار الأمير كتبغا]

وفي أوائل شهر رجب وصل سليمان المذكور من حضرة السلطان ونزل بدار بشارة النصرانيّ، ثم نقل منها إلى جوار الأمير زين الدين كتبغا الحاجب، وصلّي يوم الجمعة سابع رجب بالجامع عند نائب السلطنة ومعه جمع من العرب.

وبلغنا أنّ السلطان أقبل عليه إقبالا تامّا، وأكرمه إكراما زائدا، وأطلق له من


(١) لم أجد له ترجمة.
(٢) الصواب: «ابن».
(٣) خبر طاعة ابن مهنّا في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>