للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحصّل شيئا من المال، وكان يتّجر ويتكسّب، وخلّف لأولاده تركة. وروى «جزء ابن عرفة» مرّات عديدة.

[[وفاة قاضي القضاة جمال الدين الزواوي]]

٥٦٢ - وفي يوم الخميس التاسع من جمادى الآخرة توفي قاضي القضاة جمال الدين، أبو عبد الله، محمد بن الشيخ الصالح أبي الربيع سليمان بن سومر الزواوي (١)، المالكي، بدمشق، بالمدرسة الصمصامية المالكية، وصلّي عليه عقيب صلاة الجمعة بجامع دمشق، ودفن بمقبرة الباب الصغير في طرف المقبرة قبالة مسجد النارنج، وحضر خلق كثير، وأثنى الناس عليه وعلى سيرته.

ومولده في سنة تسع وعشرين (٢) وستماية، أو في سنة ثلاثين تقريبا.

وقال لي: دخلت الإسكندرية من المغرب يوم عيد الفطر سنة خمس وأربعين وستماية ولم أكن احتلمت، وإنّما احتلمت بعد ذلك بسنتين، وبلغني موت والدي/ ٢٦٤ أ/في سنة سبع وأربعين، فلم أرجع إلى المغرب، وكان يذكر له نسبا أكثر من عشرين اسما، ولكنّ غالبها مشكلة تحتاج إلى ضبط، فلذلك تركتها.

واشتغل بالفقه بالديار المصرية، وسمع الحديث من الشيخ شرف الدين المرسي، والإمام أبي العباس أحمد بن عمر القرطبي، والشيخ عزّ الدين ابن عبد السلام، وأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن برطلة المرسي، وغيرهم.

وكان بالقاهرة من أعيان العدول والقصّاد، وناب في الحكم بالشرقية والغربية، وناب بالقاهرة، وترجّح لتولية القضاء بالديار المصرية عقيب وفاة ابن شاس، فلم يتمّ ذلك، وولّي ابن مخلوف. ثم إنه ولّي قضاء دمشق.

وقدم علينا في عاشر جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وستماية، واستمرّ قاضيا بدمشق نحو ثلاثين سنة، وكان فيه صرامة وقوّة في الأحكام، وبذلها، وظهر في أيامه من أحكام مذهب مالك ما لم يكن معروفا قبل ذلك، وعمّر المدرسة النورية والمدرسة الصمصامية، وحصل له في وسط ولايته رعشة واشتدّت به، وكان يقوم


(١) انظر عن (الزواوي) في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٧٦، وفيه: «سومي»، وذيل تاريخ الإسلام ١٤٢ رقم ٤٤٧، وذيل العبر ٩٣، والإعلام بوفيات الأعلام ٣٠٢، والمعين في طبقات المحدّثين ٢٣١ رقم ٢٣٧١، ومعجم شيوخ الذهبي ٤٩٩،٥٠٠ رقم ٧٣٧، والوافي بالوفيات ٣/ ١٣٧، وأعيان العصر ٤/ ٤٥٦،٤٥٧ رقم ١٥٨٣، والبداية والنهاية ١٤/ ٨٤، والدرر الكامنة ٣/ ٤٤٨ رقم ١٢٠٧، والسلوك ج ٢ ق ١/ ١٧٩،١٨٠، وفيه: «سويد» بدل «سومر»، ومثله في: عقد الجمان، وفيات ٧١٧ هـ‍.، والنجوم الزاهرة ٩/ ٢٣٩، وشذرات الذهب ٦/ ٤٥، والدارس ٢/ ٩.
(٢) في نهاية الأرب: من سنة ست وعشرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>