للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو ابن أخي شيخنا عيسى المطعّم.

[[وفاة الكاتب نجم الدين موسى المعروف بابن البصيص]]

٥٣١ - وفي يوم الثلاثاء عاشر ذي القعدة توفي الشيخ الكاتب المجوّد، الفاضل، نجم الدين، موسى بن علي بن محمد الحلبي، ثم الدمشقيّ، المعروف بابن البصيص (١)، ودفن من يومه بمقبرة الباب الصغير.

ومولده سنة إحدى وخمسين وستماية، عاش خمسة (٢) وستين سنة.

وكان مقدّما/٢٥٥ أ/على الكتّاب في وقته، وجلس لذلك في حداثة سنّه، فكتب الناس عليه وانتفعوا به نحوا من خمسين سنة، وله شعر، وعنده فضيلة وأخلاق حميدة ومقاصد جميلة.

[وفاة المقرئ الزاهد تقيّ الدين الموصلي]

٥٣٢ - وفي يوم الثلاثاء سابع عشر ذي القعدة توفي الشيخ الإمام، العالم، المقرئ المجيد، الزاهد، العابد، بقيّة السلف الصالح، تقيّ الدين، أبو بكر بن محمد بن أبي بكر بن أبي الكرم الموصليّ (٣)، ودفن آخر النهار المذكور بمقبرة الباب الصغير على باب تربة فخر الدين العزازي، رحمه الله تعالى.

وسألته عن مولده فذكر أنه في سنة ثلاث وثلاثين وستماية تقريبا بالموصل. وقال لي: دخلت دمشق في أول سنة ستّ وخمسين وستماية، وعمري ثلاث وعشرون سنة.

وقرأ القراءات على الشيخ زين الدين الزواوي، وكان شيخ المتصدّرين للتلقين بجامع دمشق، ويقرئ أيضا بالروايات. أقام يقرئ نحو خمسين سنة، وكان صالحا، مباركا، حسن الخلق، عنده فضيلة وله خطب وتصديقات يجمعها للصبيان يوردونها عند ختمهم، وختم عليه خلق كثير ممّن قرأ عليه وممّن قرأ على أصحابه وتلامذته، وعلى غيرهم كانوا يقصدون الختم عليه لكبره وصلاحه. وكان شيخ الميعاد المنسوب إلى ابن عامر في ليالي الأحد. وسمع الحديث من ابن أبي اليسر، وأيوب الحمّامي، وأبي بكر الهروي، وشيخنا ابن علاّن، وغيرهم، وحدّث.


(١) انظر عن (ابن البصيص) في: ذيل تاريخ الإسلام ١٤٣ رقم ٤٥٦، وذيل العبر ٨٩، وأعيان العصر ٥/ ٤٨١ - ٤٨٣ رقم ١٨٩٥، ونهاية الأرب ٣٢/ ٢٤٦، والبداية والنهاية ١٤/ ٧٩، والسلوك ج ٢ ق ١/ ١٧٠، والدرر الكامنة ٤/ ٣٧٦ رقم ١٠٢٤.
(٢) الصواب: «خمسا».
(٣) انظر عن (الموصلي) في: ذيل تاريخ الإسلام ١٤٥ رقم ٤٧١، ومعجم شيوخ الذهبي ٦٨١ رقم ١٠٢٨، والدرر الكامنة ١/ ٤٥٧،٤٥٨ رقم ١٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>