للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حسن بن ضرغام المنشاوي (١)، الحنبليّ بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.

ومولده في سنة سبع وخمسين وستماية.

سمع «جزء ابن عرفة» من النجيب عبد اللطيف الحرّاني، وكان شاهدا بين القصرين، ويخدم على المطبخ السلطاني.

[[زيادة النيل]]

ووصل كتاب فخر الدين المقاتلي يخبر فيه أنه حصل في هذه السنة من زيادة النيل ما لم يتفق من سنين، وهو أنه بلغ ستة أصابع من تسعة عشر ذراعا، وكسر بالوفاء قبل النيروز مدّة، وخاف الناس من الغرق بسبب ذلك، وتقطّعت (به) (٢) جسور كبيرة، وغرق كثير من البلاد المستفلة، وغرقت منية الشيرج ليلا، وذهب للناس فيها من الأموال الذهب والفضّة والبساتين والدّور والكتّان والغلال شيء كثير (٣).

[[الخلاف بين الأمير بكتمر الساقي وورثة الملك الظاهر]]

وأنه كان للأمير سيف الدين بكتمر الساقي إصطبل بأرض بركة الفيل، والأرض لورثة الملك الظاهر وقف عليهم، فتعرّض إليهم. وقيل إنّ الأرض زادت معهم، فأرسل وكيل بيت المال ونوّاب الحكم والعدول وأمير لقياس الأرض فلم تزد شيئا، /٢٦٦ أ/ فأرسلوا مرة أخرى، وقيل إنها زادت قطعة، فقالوا اعطونا أرض الإصطبل عوضا عن هذه القطعة الزائدة، فقيل: الأرض وقف، وما يمكن التعويض، لكن نشهد علينا بقبض أجرة الأرض مهما أردتم من السنين، فلم يحصل الرضى بذلك، فقيل للسلطان إنّ مذهب أبي حنيفة يجوز فيه التعويض. فطلب قاضي القضاة شمس الدين ابن الحميري الحنفي وطلب منه ذلك، فامتنع من الحكم بالمقايضة، وقال: هذه رواية عن أبي يوسف (٤) وحده، وأنا لا أعمل بها. فولّى السلطان بمصر القاضي سراج الدين عمر صهر السروجي حاكما، وعزل قاضي القضاة شمس الدين عن مصر، فأجاب سراج الدين إلى الحكم بالتعويض واختاره، وبقي على قضاء مصر مدّة يسيرة ومات. وأعيد قاضي القضاة شمس الدين وعظمت مكانته بهذه الواقعة، وخلع عليه خلعة سنيّة.

[شعبان]

[[وفاة الفقيه عبد الله الشريشي]]

٥٧٣ - في يوم الخميس الخامس من شعبان توفي الشيخ الصالح، الفقيه، أبو


(١) انظر عن (المنشاوي) في: الدرر الكامنة ١/ ١٧٠ رقم ٤٣٧.
(٢) كتبت فوق السطور.
(٣) خبر النيل في: نهاية الأرب ٣٢/ ٢٥٢،٢٥٣.
(٤) هو الفقيه تلميذ الإمام أبي حنيفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>