للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمع «صحيح مسلم» من الرضيّ بن البرهان الواسطي بالقاهرة. وله إجازة منه، ومن النجيب عبد اللطيف الحرّاني، وإسماعيل بن عزّون، وتاج الدين القسطلاّني، وجماعة، وحدّث، وكان تاجرا بقيسارية الشرب، ثم صار سمسارا (١)، وكان مقصودا لدينه وعقله فانكسر وساعده الناس على وفاء بعض الدّين، وانقطع في بيته. ولم يزل على ذلك إلى أن مات.

وهو ابن أخي شيخنا أمين الدين القاسم بن أبي بكر الإربلي الذي سمعنا عليه «صحيح مسلم» عن المؤيّد الطوسيّ.

[[وفاة شرف الدين ابن راجح المقدسي]]

٧١٩ - وفي بكرة الأربعاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الأجلّ، العدل، شرف الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض (٢) بن خلف بن راجح (المقدسي) (٣)، الحنبليّ، وصلّي عليه ظهر اليوم المذكور بالجامع المظفّري، ودفن بتربة الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون.

ومولده في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة/٣٠٠ أ/أربع وأربعين وستماية بسفح قاسيون.

ويعرف بابن رقيّة، وأمّه رقيّة بنت عبد الملك بن عبد الملك المقدسي، أخت شيخنا كمال الدين عبد الرحيم.

وسمع الحديث من شمس الدين محمد بن سعد المقدسي، وإبراهيم بن خليل، وخطيب مردا، وإسماعيل العراقي، وابن عبد الدائم، وجماعة. وأجاز له عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي، والحافظ عبد العظيم المنذري، وجماعة. وروى الحديث، وصار نقيبا للقاضي الحنبلي مدّة، وكان يشهد على القضاة، وولّي الحسبة بالصالحية إلى أن مات. وكان متودّدا، حسن الخلق، فيه كرم ومروءة.

وكان له أخ من أبيه، وهو القاضي عزّ الدين عمر، ولّي قضاء الديار المصرية هو وولده القاضي تقيّ الدين أحمد.

وذكر لي أنّه دخل القاهرة في حياة الشيخ شمس الدين ابن العماد، وسمع بها الحديث.


(١) في الأصل: «ثم صار اسمسارا».
(٢) انظر عن (ابن عوض) في: معجم شيوخ الذهبي ٥٠٦،٥٠٧ رقم ٧٥١، والدرر الكامنة ٣/ ٤٧٩ رقم ١٢٨١ والترجمة فيه مبتورة، ويظهر أنها اختلطت بترجمة أخرى، حيث وقع فيها نقص، وورد في آخرها تاريخ الوفاة سنة ٧٣٨ هـ‍.!
(٣) عن هامش المخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>