للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ ب/من ملك التتار فيه صيانة الجامع وحفظ أوقافه، وأن يصرف في سبيل الحجاز ما كان يؤخذ لخزائن السلاح، وأن تضرب (١) الدراهم غير مغشوشة (٢).

واستمرّ أمر التتار حول القلعة بباب البريد والرصيف وإلى الظاهرية، وانقطعت الطريق في هذه النواحي.

[عودة التتار من غزّة]

وفي يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى أقيمت الجمعة على طائفة قليلة، ورجع من كان توجّه من التتار إلى غزّة والساحل بعد أن أفسدوا وسبوا (٣).

[[رجوع الملك غازان إلى بلاده]]

وتوجّه الملك غازان إلى بلاده في يوم الجمعة المذكور ثاني عشر جمادى الأولى، وتخلّف نائب المملكة قطلو شاه مع جمع كبير (٤).

[[إخلاء المدرسة العادلية]]

ورسّم يوم السبت ثالث عشر جمادى الأولى بإخلاء المدرسة العادلية لأجل حصار القلعة، وكان قد اجتمع فيها جماعة من الفقهاء وغيرهم، فخرجوا بمشقّة عظيمة، وتركوا معظم حوائجهم وأقواتهم، وعجزوا عن حملها، ودخلها التتار ونهبوا ما فيها (٥).

[[إحداق التتار بالقلعة]]

وفي يوم الجمعة ثاني عشر جمادى الأولى دخل إلى البلاد طائفة من التتار نحو الستّة آلاف، وأحدق بالقلعة منهم نحو ألف نفس.


(١) في رسالة عفيان ١٣٣ «وأن تصرف»، والصحيح ما أثبتناه.
(٢) خبر المرسوم في: تاريخ الإسلام ٨٧.
(٣) خبر عودة التتار في: نزهة المالك والمملوك-بتحقيقنا-١٨١، وتاريخ الإسلام ٨٧، وتاريخ سلاطين المماليك ٧٥. وقال ابن أبي الفضائل: «وتوجّهت إلى الصالحية مجرّدا بمن كان في القلعة ممن لم يشهد الواقعة، وكانوا دون المائتي فارس، فخرجنا في العشر الآخر من ربيع الآخر. وفي اليوم الذي وصلنا إلى الصالحية كانت غارة التتار من جهت (!) مولاي قد وصلت إلى غزّة ودخلوا إلى جامعها وقتلوا به خمسة نفر، فسعيت في تسليك القصّاد وإرسال الكشّافة وتأمين الطرقات وتثبيت نواب القلاع بهذا النفر اليسير، لكن استعنت على ذلك بالمعونة الربّانية وما أضمرته من المبايعة بخالص النّيّة، فأغار بكرمه ولطفه «. (النهج السديد ٣/ ٥٢٣).
(٤) خبر رجوع غازان في: تاريخ الإسلام ٨٧، والإلمام بالإعلام ٥/ ٢٣٦.
(٥) خبر المدرسة العادلية في: تاريخ الإسلام ٨٧، وتاريخ سلاطين المماليك ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>